هو أحد ضباط الجيش، كلفه الوالي أكيلا بأن يسوق القديسة بوتامينا، من أشهر الشهداء في عصر سبتيموس ساويرس، إلى الموت. بالفعل اقتادها إلى الساحة، وفي الطريق إذ حاول الوثنيون إهانتها بألفاظٍ بذيئةٍ أبعدهم عنها مدافعًاعنها، مظهرًا نحوها الكثير من الرقة واللطف. وإذ رأت رقته من نحوها، نصحته أن يتحلى بالشجاعة، لأنها ستتوسل إلى ربها من أجله بعد رحيلها، وأنه سينال سريعًا جزاءالشفقة التي أظهرها نحوها. إذ طلب الوالي تجريد بوتامينا الجميلة من ملابسها عندإلقائها في قار مغلي، تظاهر باسيليدس انه لم يفهم الأمر وجعلها تُسرع بالنزول دون نزع ثيابها، وحسبت هذا كرمًا عظيمًا من جانبه، لحبها الشديد للطهارة، وحفظًا لحيائها أمام الجماهير. بعد قليل من استشهادها سُئل باسيليدس من زملائه أن يحلف لسبب معين، فصرخ بأنه لا يجوز له أن يحلف البتة لأنه مسيحي، واعترف بذلك علنًا،لكنهم حسبوه يمزح، إذ كان من عادة الوثنيين أن يقلدوا المسيحيين في تصرفاتهم وكلماتهم كنوعٍ من السخرية. لكن لهجته لم تسمح بالشك طويلاً وشعر زملاؤه بإيمانه،فأخبروا الوالي أكيلا الذي استدعاه وسأله عن أمره، وإذ تحقق أنه صار مسيحيًا جرده من رتبته وألقاه في السجن. وإذ سأله الإخوة من بينهم أوريجينوس عن سّر تغيره السريع، أجاب أن القديسة بوتامينا ظهرت له ثلاث ليالٍ متوالية تؤكد له أن طلبتهاعنه أُستجيبت، وقد ختم حياته بنواله إكليل الشهادة بقطع رأسه في اليوم التالي
بركة صلواته تكون معنا دائما . أمين