منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 05 - 2024, 04:22 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,106

اليهود يعتبر كلّا مَن هو غير يهودي نجس كالكلاب الضالة



الوثنية ونجاسة الكلاب (مت 15: 21- 28)



بسبب شريعة التطهير الموسويّة، كان اليهود يعتبر كلّا مَن هو غير يهودي نجس كالكلاب الضالة. هذا الفكر كان سائداً في عصر يسوع. مما يدعونا للتعجب في حواره مع المرأة، فهو إمّا صامتًا لا يجيب ببنت شفة عليها، أو يشير لها بمثل اليهود السائد وهو أن خبز لا يُلقى للكلاب! بحسب إنجيل متّى، لا يزال ذكر الكلاب. توجه المرأة الكنعانية وبحثها عن يسوع الرّبّ والرجل اليهودي معًا، وهي وثنية الأصل لتطلب منه إطلاق سراح ابنتها التي عذبها شيطان بقسوة، هو بمثابة عواء الكلب نحو سيده.



يمكننا القول أنّ يسوع رفض مساعدتها وصمته يمثل عقوبة قاسية عليها، بل وحين فتح فاه أعلن صراحة هذا الرفض قائلاً: «لا يَحسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ البَنينَ فيُلْقى إِلى صِغارِ الكِلاب». ومع هذا المرأة الّتي بدون إسم، لا تصمت بل تلح كاشفة عن هويّة يسوع الإلهيّة، قائلة: «نَعم، يا رَبّ [Kyrios]! فصِغارُ الكِلابِ نَفْسُها تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الَّذي يَتساقَطُ عَن مَوائِدِ أَصحابِها» (مت 15: 26- 27). نحن أمام قلب لقاء الطهارة الإلهيّة بالنجاسة البشريّة، إذ أنّ الوثنيّة لا تنفي أصلها، وتعلن أنّه يحق لها أن تحيا بالقليل، بهذا شهدت بأنها تُدرك ما لا يدركه اليهود ذاوتهم وهو منطق الملكوت. فهي لم تطلب بقايا الطعام بل الفتات، وتطلب بمجانية وبدون إستحقاق كفقراء التطويبات (راج مت 5: 3). وهنا يغير يسوع ما أعلنته الشريعة اليهوديّة سابقًا معترفًا بظهور الملكوت ويقول الإله للشعوب الوثنية المتمثلة في المرأة الكنعانية: «ما أَعظمَ إِيمانَكِ أَيَّتُها المَرأَة، فَلْيَكُنْ لَكِ ما تُريدين» (مت 15: 28). تعني عبارة «لا يَحسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ البَنينَ فيُلْقى إِلى صِغارِ الكِلاب» أيّ البُشرى السّارة للوثنيّن، لأولئك الذين ليسوا مؤمنين باله إسرائيل. مع العلم أن الخطوة الأولى في إعلان البشرى السّارة هي خطوة يسوع نحونا فهو الّذي ذهب إلى الأراضي الوثنية، ليست خطوتنا. إذا اعتقدنا أن الخطوة الأولى هي خطوتنا، فإن البذرة تسقط على أرض قاحلة. نحن لا ننشر ملكوت الله بقدر ما أنّ الملكوت هو حقيقة تتجلى من خلال قوة الله. إن إلقاء خبزنا أو لآلئنا في مكان لم يلمع فيه ملكوت الله بعد، سيكون مثل "إلقاء اللآلئ أمام الخنازير" و "ما هو مقدس للكلاب". ليس بالضرورة - إن أصل هذه المصطلحات- يعني ازدراء الآخر. لا تباع النعمة الّتي أهديت قبل أن يتخذ الله الخطوة الأولى، فهذا يعني الاحترام لنا، ولكنه أيضًا احترام الآخر. واقع المرأة الأجنبية والوثنية، الّتي ترغب في أدنى النعم، كالكلاب، في أن تتغذى من الفتات الذي يسقط من المائدة، يقلب يسوع الموازيين معنًا بأنّ إيمانها "عظيم". يشيد بأيمانها كما أشاد قبلاً على إيمان الرجل الوثني العظيم لدرجة أن يسوع لم يرى مثله في إسرائيل أيّ في شعب الله. إنه قائد المئة (راج مت 8 :10) ، وهو أيضًا في هذه الحالة. وثني يقاس إيمانه بالإيمان العظيم.



قد يخجلنا نحن اليوم كرجال ونساء القرن الحادي والعشرون، إيمان الوَثَنِيِّين، فيصيروا نماذج في الإيمان لنا. مدعوين على ضوء هذه النماذج أنّ نتحرر من الرّوح الوثنيّة ونسير وراء الرّبّ والمعلم ساجدين وقائلين مع المرأة الوثنية: «رُحْماكَ يا ربّ! يا ابنَ داود [...] أَغِثْني يا رَبّ!» (مت 15: 22. 25). وكما يختتم الكاتب هذا الحدث قائلاً: «فشُفِيَتِ ابنَتُها في تِلكَ السَّاعة» (مت 15: 28). هكذا سيشفينا الرّبّ من الروح الوثنية النجسة بقربنا منه مركز الطهارة، فيحررنا ويطهرنا بكلمته.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الأُتن الضالة
قصة الإبنة الضالة
إذا أنشأت جيش من مئة أسد بقيادة كلب ستموت الأسود كالكلاب في أرض المعركة
تحس انك يهودي
الأُتن الضالة


الساعة الآن 08:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024