رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المعيّة الإلهيّة (مت 25: 31- 46) كان إنجيل متّى مرشدنا من مقال إلى آخر في هذه السلسلة الكتابيّة بهذا العام الليتورجي. قد إتضح لنا بأنه كان محصور بين النبؤة والإنجاز: نبؤة وتحقيق عمانوئيل "الله معنا". ينظر اللّاهوت المتاويّ إلى وجه يسوع ويفسره بأنه هو المكن الّذي أظهر الله نفسه لنا. ففي بداية السياق المتّاويّ (راج 1: 23)، يقتبس متّى لقب جديد من النبؤة الإشعيائية: «ها إِنَّ الصَّبِيَّةَ تَحمِلُ فتَلِدُ ابناً وتَدْعو اسمَه عِمَّانوئيل» (إش 7: 14). إنها نبوءة تجعل التاريخ مثمرًا إلى الأبد، تاريخ طويل يمتد عبر القرون، في حياة نساء ورجال مؤمنين بالله (راجع مت 1: 1- 17)، يسير عبر طرق غير متوقعة، طرق مسدودة على مايبدو – الظلم والفجور والنفي- حتى نصل إلى «يوسُف زَوجَ مَريمَ الَّتي وُلِدَ مِنها يسوع وهو الَّذي يُقالُ له المسيح» (مت 1: 16). في نهاية السياق يستطيع متّى أن يعلن أنّ تلك الكلمة النبويّة القديمة التّي عبرت تاريخ البشرية قد تحققت. يعلن أنها كاملة وحاضرة دائمًا في ورايتنا اليّوم نجدها مستمرة. هذه هي كلمات يسوع: «هاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم» (مت 28: 20). إنها نبوءة تتحقق بشكل ملموس، ولا تبقى مجردة، فهي تصير مرئية، وملموسة، ومُشاهدة، وذات مذاق متميز. حضور إلهي ذو له وجه بشري في يسوع من خلال أعماله الشافية (راج مت 8: 16؛ 19: 2؛ 21: 14)، وكلماته ذات السلطة (راج مت 7: 29). يستمر هذا الحضور بشكل ملموس أيضًا بعد صعوده، عندما لن يكون على تلاميذه أنّ ينظروا إلى السماء (راج أع 1: 11)، ولكن، في انتظار يقظ، سيتعين عليهم أنّ يكتشفوا في أيامهم حضور ذلك الرّبّ الّذي أصغوا إليه، وأحبوه وتبعوه يتميز بحضور ملموس أيضًا، فهو يتيح لنا أنّ نلمس، ونرى، ونذوق، ويستمر فينا ككنيسة الّتي تنمو بأعمال بسيطة ويومية مثل كسر الخبز والاستماع إلى الكتب المقدسة، وممارسة الصلاة المشتركة وهنا تسود حياة الشركة (راج أع 2: 42). نعم ما هي إلّا أعمال بسيطة قام بها المسيحييّن الأوائل، عندما شعروا بحضور الرّبّ في وسطهم وإختبروا «الله معنا» أيّ معيّة الله مع شعبه. |
09 - 05 - 2024, 07:01 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
سراج مضئ | الفرح المسيحى
|
رد: المعيّة الإلهيّة (مت 25: 31- 46)
سلمت يداك ودام ابداعك تحياتي وتقديري
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المباردة الإلهيّة (لا 13: 1- 2، 45- 46) |
الأبّوة الإلهيّة (مر 9: 1-9) |
للرحمة الإلهيّة |
المحبّة الإلهيّة |
الرّحمة الإلهيّة |