منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 05 - 2024, 05:09 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

بدايّة النهايّة (مر 16: 15- 18)






بدايّة النهايّة (مر 16: 15- 18)



يختتم مرقس الإنجيلي بشارته بخلاصة مُطولّة، والّتي تكتشف من خلال الدراسات اللّاهوتيّة بأنها قد كُتبت بشكل مختلف، بصيغة مؤكدة، عن باقي الأناجيل وعن سيّاق الإنجيل المرقسيّ ذاته. يروي الإنجيليّ، كمرحلة أوّلى، ظهورات القائم من بين الأموات (مر 16: 9-14)، والّتي تُمثل حوار القائم مع تلاميذه. وفي مرحلة ثانيّة نلتقي بالنص الّذي يتحاور فيه القائم والّذي يسبق صعوده مباشرة، وهو مضمون حديثنا بهذا المقال (مر 16: 15 – 20)، والّذي يرويّ فيه حدث صعود الرّبّ مع الإشارة إلى تنفيذ التلاميذ لأقواله. يحملنا هذا الحدث إلى التركيز على بعض العلّامات اللّاهوتيّة بهذا المقطع المرقسي والّتي تتمركز حول جوهريّة عيد الصعود وتعاونا بالتعمق في بعض العلامات اللّاهوتيّة بحسب الفكر المرقسيّ.



نستوحيّ العلامة الأوّلى من خلال إصغائنا للكلمات الّتي يوجهها يسوع إلى الأحد عشر تلميذاً. حيث يبدو أنّ الرّبّ من خلال أقواله بأنّ حدث صعوده هو بمثابة النهاية وقد يُشكل، للوهلّة الأوّلى، إنفصاله عنهم. هذا الحدث الفريد الّذي يرويّه مرقس على مسامعنا اليّوم، لهو روايّة طويلة بدأت في الجليل وعلى ضفاف البحيرة بينما كان بعض من الصياديّن يرتبون شباكهم في نهاية يوم صياديّن بسطاء بحرفتهم وهي الصيّد (راج مر 1: 16-20)، أهي نهاية حقًا؟ النهاية، وإن كانت نهاية سعيدة، لروايّة آلام يسوع وموته وقيامته، لكنها في واقع الأمر، وهذه هي أصدق رسالة عيد الصعود، إذ تُحفزّنا وتدفعنا بشدة للحديث عن بداية جديدة! إنها ليست روايّة تُختتم الآن ثمّ ينتهي الأمر، ولكنها الروايّة الّتي تحمل بُشرى مُفرحة وبإستمرار. هذه الروايّة الّتي يعرضها مرقس، والّتي غيّرت وجه العالم، تتجدد اليّوم لتصل بشارته الـمُفرحة إلى إنحاء الخليقة بأكملها. فقد بدأت البُشرى المرقسيّة هكذا: «بَدءُ بِشارَةِ يسوعَ المسيحِ ابنِ الله» (مر 1: 1). الآن يكرر في نهاية الإنجيل ثانيّة، وهو بمثابة البُشرى السّارة والـمُفرحة بأنّ هذة "البشارة"، الّتي إتخذت وجهًا بشريًا على طرق الجليل واليهودية، لابُدّ وأنّ تصل الآن إلى «الخَلْقِ أَجمَعين» (مر 16: 15).



لا يكفي أنّ تصل، هذه الرسالة الخلّاصيّة إلى كل إمرأة ورجل: بل يجب أنّ تصل إلى كلّ إنسان بكلّ الأماكن الّتي بكلّ أنحاء الخليقة. والّتي بحسب قول بولس الرسول: « فالخَليقةُ تَنتَظِرُ بِفارِغِ الصَّبْرِ تَجَلِّيَ أَبناءِ اللّه» (روم 8: 19). إذن نحن كمؤمنين اليّوم لسنا أمام حدث يشير للنهاية ما بل يصير سرُّ الصعود سرّ البدايّة حتى نتجلى نحن أيضًا على مثال الابن القائم، لأن مَن صعد عن يمين الله يستطيع الآن أنّ يملأ ويفيض علينا وعلى كلّ شيء من ذاته (راج أف 4: 10). وهنا العلامة الأوّلى تتمحور في بدأنا كمؤمنين من ذات النقطة الّتي إختتم بها يسوع حياته الأرضية فقط، إذ سيستمر بروحه وبحضوره السريّ فينا وفي مسيرة تبشيرنا برسالته الخلاصيّة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024