الحياة الحقيقيّة هي بمثابة حياة إنسانيّة مُغلّفة بالمَجْد، يسكنها الرَّبّ. وهذه الحياة يمنحها الرَّبّ للمؤمنين به. إذ أصبح المسيحيون بالعماد شركاء في سر القِيَامَة، الذي كان التَّجَلِّي رمزًا له، فإنَّهم مدعوُّون منذ الآن أن يتجلُّوا على الدَّوام، أكثر فأكثر، بقوة الرَّبّ (2 قورنتس 3: 18)، انتظارًا لتجلِّيهم الكامل مع أجسادهم يوم مجيء المسيح الثَّاني المجيد، كما أعلنه بولس الرَّسول : " الَّذي سيُغَيِّرُ هَيئَةَ جَسَدِنا الحَقير فيَجعَلُه على صُورةِ جَسَدِه المَجيد بما لَه مِن قُدرَةٍ يُخضِعُ بِها لِنَفْسِه كُلَّ شيَء"(فيلبي 3: 21)؛ وذلك من خلال مشاركتهم لآلام المسيح كما جاء في تعليم بولس الرَّسول "أَرى أَنَّ آلامَ الزَّمَنِ الحاضِرِ لا تُعادِلُ المَجدَ الَّذي سيَتَجَلَّى فينا" ( رومة 8: 18) . أنّ هذا التَّحوّل سيتمّ فينا يومًا، لأنّ أعضاء الكنيسة موعودون بالمشاركة في المَجْد الّذي أشرق في الرَّأس يسوع الذي أعلن: "الصِّدِّيقونَ يُشِعُّونَ حِينَئذٍ كالشَّمْسِ في مَلَكوتِ أَبيهِم" (متى 13: 43).