فقالَ له الفِرِّيسيُّونَ: ((أُنظُرْ! لِماذا يَفعَلونَ في السَّبْت ما لا يَحِلّ؟))
"ما لا يَحِلّ؟" فتشير إلى إصدار حكم الفِرِّيسيِّين ضِدَّ تلاميذ يسوع، لأنّهم فّسّروا قطف السَّنابل يوم السَّبْت بمنزلة الحَصَاد، وفركها بين اليدين بمنزلة الدَّرس، فحسبوها من المُحرَّمات في ذلك اليوم. وهذا التفسير هو التمسُّك بالشّكليات الحرفيَّة القاتلة. تشير الآية إلى توبيخ لتلاميذ يسوع لا على السِّرقة، ولا على الأكل، بل على العمل المُحرَّم وهو قلع السُّنبل الذي يعادل عمل الحَصَاد، وبالتَّالي فهو محرّم يوم السَّبْت " في سِتَّةِ أيَّام تَعمَل، وفي اليَومِ السَّابِعِ تَستَريح، وحَتَّى في أَوانِ الحَرْثِ والحِصادِ تَستَريح " (خروج 34: 21). لقد اشتكى اليهود التَّلاميذ للمسيح بسبب حرِّيتهم، لكن ما أحلى أن نجد أن المسيح يدافع عنهم " فمَن يَتَّهِمُ الَّذينَ اختارَهمُ الله؟ اللهُ هوَ الَّذي يُبَرِّرهم " (رومة 8: 33). هل نحن بدورنا نُسبِّب آلاما للآخرين بانتقاداتنا اللاذعة؟