فَعَلِمَ يسوعُ عِندَئِذٍ في سِرِّهِ أَنَّهم يقولونَ ذلك في أَنفُسِهم،
فسأَلَهم: ((لماذا تقولونَ هذا في قُلوبِكم؟
تشير عبارة "فَعَلِمَ يسوعُ عِندَئِذٍ" في الأصل اليوناني καὶ εὐθὺς ἐπιγνοὺς (معناها حالما عرف) إلى تعبير مرقس الإنجيلي الذي تكرر 41 مرة. ويعطيه مرقس الإنجيلي أهميَّة كبرى حيث عرف يسوع بروحه ما يفكرون في الحال. ويريد مرقس الإنجيلي أن يُبيّن فوريَّة معرفة يسوع.
أمَّا عبارة " فَعَلِمَ يسوعُ عِندَئِذٍ في سِرِّه" فتشير إلى قدرة غير طبيعيَّة لدى يسوع التي تمكنه معرفة الغيب، وما يجول في أفكارهم، لأنه فاحص القلوب. وتعتبر قدرة معرفة الغيب في العهد القديم من الصَّفات الإلهيَّة، كما ورد في سفر المزامير "إِنَّكَ فاحِص القُلوبِ والكُلى أيّها الإِلهُ البارّ" (مزمور 7: 10)، ويؤكد ذلك الحكيم يشوع بن سيراخ "إِنَّه سَبَرَ الغَمرَ والقَلْب ونَفَذَ إلى مَقاصِدِها لأَنَّ العَليَّ يَعلَمُ كُلَّ عِلْم ونَظره على عَلاماتِ الأَزمِنَة. يُخبِرُ بِالماضي والمُستَقبَل وَيكشِفُ عن آثارِ الخَفايا. لا يَفوتُه فِكر ولا يَخْفى علَيه كَلام" (يشوع بن سيراخ 42: 18-20).