رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أهمية الإيمان وسموّه (ع 9-15): 9 أَجَابَ نِيقُودِيمُوسُ وَقَالَ لَهُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هذَا؟» 10 أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ مُعَلِّمُ إِسْرَائِيلَ وَلَسْتَ تَعْلَمُ هذَا! 11 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نَتَكَلَّمُ بِمَا نَعْلَمُ وَنَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا، وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا. 12 إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟ 13 وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ. 14 «وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ، 15 لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. ع9-10: لم يزل الحوار مستمرًا بين تعجب نيقوديموس، وبين عتاب المسيح الرقيق له؛ فكيف أنت يا معلم الناموس ومفسره، لا تدرك المعاني الروحية والقصد الإلهي؟ والمعنى المراد هنا أن المعرفة النظرية والحرفية، ليست هي قصد الله وفكره. ع11: يزيد السيد المسيح إلى كلامه لنيقوديموس، الذي لم يزل عاجزًا عن الفهم، تأكيدًا بأن كلامه وشهادته صادقين، وقد استخدم السيد المسيح صفة الجمع -الغير معتادة عند اليهود- عن نفسه، بقوله: "إننا... نتكلم... نعلم...نشهد... شهادتنا"، وهي إشارة واضحة لوحدانيته في الثالوث الأقدس، هذا الثالوث وحده هو الذي يعلَم ويعلّم ويشهد لنفسه، وعدم قبول شهادته وتعليمه، هي جهالة العالم المادي الذي يرفض الله ذاته. ع12: المعنى المباشر هنا هو: إن لم تقبلوا الأمور البسيطة، فكيف تدركون الحقائق الإيمانية الأكثر صعوبة؟ "الأرضيات":معناها هنا، هو الأمور الأرضية الروحية اللازمة للحياة على الأرض، مثل الميلاد الثاني الروحي - المعمودية - ومعناها أيضًا أن المسيح استخدم تشبيها أرضيا لشرح المعنى الروحي، عندما ربط بين الريح الأرضية وعمل الروح القدس في حياة المؤمن. "إن قلت لكم السماويات":معناها أن هناك جزء أصعب على العقل، ولكنه من صميم الإيمان، ولابد من إعلانه والإيمان به، كعلاقته بالآب "أنا والآب واحد" (ص 10: 30)، وعن الفداء بموته، والقيامة من الأموات، والصعود والجلوس عن يمين الآب، وكلها أمور فوق مستوى الأرضيات أو المحسوسات المادية. ع13-15: عندما اقترب حديث السيد المسيح مع نيقوديموس من النهاية، بدأ السيد في إعلان ثلاث حقائق متتالية للاهوته: الأولى: أنه هو الإله المتجسد، النازل من السماء والصاعد إلى السماء والكائن في السماء في نفس الوقت. وهذا معناه أنه في زمن تجسد المسيح على الأرض، لم يترك السماء - بلاهوته غير المحدود - لحظة واحدة، فهو في حالة تجسد وصعود دائمة كما يفيد تصريف كلمة "صعد" في اللغة اليونانية، فهي ليست في زمن الماضى كما تفيد اللغة العربية، ولكنها في زمن المضارع التام كما في اللغة الإنجليزية. الثانية: وهي حتمية رفع ابن الإنسان على خشبة الصليب من أجل الفداء. وقد أشار السيد المسيح إلى ما صنعه موسى من رفع الحية النحاسية بحسب أمر الله (راجع عد 21: 8-9)، لإنقاذ كل من ينظر إليها من لدغ موت حيات البرية، لم يكن سوى رمزا للمسيح المعلق على خشية الصليب، والذى، بموته، إنقاذ من الموت لكل من يؤمن به. الثالثة: ارتباط الخلاص المجانى المقدم على الصليب بالإيمان، فالمسيح بفدائه فتح أبواب الحياة الأبدية لجميع الناس، ولكن بشرط الإيمان به. |
|