رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بولس الرسول أسقف كورنتوس وكاهنها كورنتوس، تلك المدينة التي وصل إليها بولس آتيًا من أثينة سنة 49-50، كورنتوس حيث وجد عيلة يهوديَّة، أكيلا وبرسكلّة، »فأقام يعمل عندهما، لأنَّه كان من أهل صناعتهما« (أع 18: 3)، كورنتوس حيث بدأ بولس يشهد لليهود »أنَّ يسوع هو المسيح« (آ5)، كورنتوس حيث كان يجتمع الرسول في بيت ملاصق للمجمع، يخصّ رجلاً يونانيٌّا. من هذا البيت انطلقت مسيرة الإيمان في كورنتوس، تلك المدينة التي عُدَّت نصف مليون ننسمة ونيِّف: آمن رئيس المجمع هو وأهل بيته. وواصل أعمالُ الرسل الكلام: »وكان كثيرٌ من أهل كورنتوس يسمعون كلام بولس، فيؤمنون ويتعمَّدون« (آ8). وما كان بولس وحده في حمل البشارة. فهناك الفريق الرسوليّ الذي نعرفه: سيلا وتيموتاوس اللذان التحقا ببولس »من مكدونية« بعاصمتها تسالونيكي. كما جاء أبلّوس بفصاحته المعروفة ومعرفته العميقة بالكتب المقدَّسة. وبطرس عمل أيضًا في »عاصمة آخائية«، فكان له »حزبه« أو الذين تعلَّقوا به، لأنَّه لم يقطع كلَّ رباط مع الشريعة اليهوديَّة، فراعى الذين لبثوا متعلِّقين بالختان. في كورنتوس ومنطقة آخائية، كان بولس »الأسقف والكاهن« في مفهومنا الحديث، فقام بمهامّ »خادم الرعيَّة والأبرشيَّة«، مع أنَّه لم يكن هناك مثل هذه التقسيمات الإداريَّة. ولكنَّنا نودُّ أن نقرأ الرسالة إلى كورنتوس من هذا المنظار، في هذه السنة الكهنوتيَّة التي أعلنها قداسة البابا بنديكتس السادس عشر، فنكتشف خادم الكلمة والكارز بالإنجيل، ومدبِّر الجماعة الذي يتعامل مع المؤمنين تارة بالقساوة وطورًا بالليونة والحنان، والأب الذي ولد هؤلاء الناس في »المسيح يسوع بالبشارة التي حملها إليهم« (1 كو 4: 15). |
|