منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 03 - 2024, 01:34 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

سفر يوئيل في العهد الجديد




سفر يوئيل في العهد الجديد:
في كرازته يوم العنصرة، وقد كانت اول اعلان رسولي للبشارة المسيحية، استعمل بطرس الرسول صيغة كتابية استعارها خاصة من نبوءة يوئيل (3/1- 5؛ راجع اعمال 2/7- 24). وتظهر لنا هذه النبوءة كفاتحة يذكرنا فيها الرسول بما وعد الله بلسان النبي "ان يفيض روحه على كل بشر" (اعمال 2/16). والاكيد بنظر بطرس الذي يتكلم باسم الكنيسة (اعمال 2/14)، ان نزول الروح يوم العنصرة يحقق هذا الوعد، وان الايام الاخيرة قد تمت (اعمال 2/17؛ قارن يوئيل 3/4 "يوم الرب") وهي تخص مجيء المسيح "يسوع الناصري" الذي "صلبه اليهود الكافرون، واقامه الله ورفعه واعطاه ان يفيض الروح القدس الموعود" (اعمال 2/24، 32- 33). وقد اعلن يسوع بعد قيامته هذه المواعد عندما بشر رسله (بانهم يعمَّدون في الروح القدس بعد أيام قليلة" (أعمال 1/5).
واذا تساءلنا بأي معنى فهم بطرس والكنيسة نبوءة يوئيل فالجواب متشعِّب وغني. لقد اكتشفنا في يوئيل ان الروح النازل على الانسان يجرده من قواه الطبيعية ليهيئه للرجوع الكامل الى الله (يوئيل 3- 4). فالاكيد ان الرسل، واولهم بطرس، قد "امتلأوا جميعاً من الروح القدس" (اعمال 2/4)، فاضاعوا قواهم البشرية الطبيعية التي كانت تدفعهم إلى "غلق ابواب الدار التي يقيمون فيها خوفا من اليهود" (يو 20/19)، واخذوا بدافع من الروح يحملون كلمة الله بجرأة الى الناس فكانوا "شهوداً" ليسوع المسيح في "اورشليم واليهودية كلها والسامرة، حتى أقاصي الأرض" (اعمال 1/8).
والأكيد أيضاً أن الناس الذين شاهدوا الرسل وسمعوا بطرس "أحسوا ان قلوبهم تتفطّر فأخذوا يتوبون ويندمون على ماضيهم" واعتمد كل منهم باسم يسوع وانعم عليهم بالروح القدس" (اعمال 2/37- 41).
ولقد اكتشفنا من جهة ثانية في نبوءات يوئيل الخلاصية ان شعب الله الجديد يتميز، وبعد أن تجرد وتاب بدافع من الروح، بمعرفة الله الاختبارية وبالوحدة العميقة الناتجة من تواجد الله في وسطه. فالعنصرة حققت جمع الشعب المسيحاني في الوحدة الروحية بين كافة اليهود والمهتدين من الشعوب "الذين اتوا إلى أورشليم القدس من كل امة تحت السماء" (اعمال 2/5، 11). ولنا توضيح كامل لهذا كله في العنصرة الخاصة بالوثنيين والتي يتكلم عليها سفر الاعمال (10/44- 46).
وكما ان المظهر الخارجي لفيضان الروح أمر عابر ولكن الوحدة الحاصلة للشعب هي دائمة، كذلك الهبة الحاصلة للكنيسة هي دائمة رُغماً عمَّا يوجد من عابر في المظهر الخارجي للعنصرة (ألسنة من نار والتكلم باللغات). ونرى الجماعة المسيحية تتابع في بدء نشأتها تعليم الرسل وتمارس الحياة المشتركة وكسر الخبز والصلاة وتزداد كل يوم عدداً (اعمال 2/42- 47؛ 4/32- 36؛ 5/12- 14).
فالكنيسة في مسيرتها على الارض تتلقى من الرب الروحَ الذي يجمعها في الايمان والمحبة ويقدسها.
واذا تأملنا في تعليم بولس الرسول اكتشفنا اننا نشارك الله في كيانه بواسطة الروح القدس المعطى لنا. فهو قد جدّدنا جذرياً بسر المعمودية ساكباً في قلوبنا المحبة، جوهر الله، فحوّلنا إلى أبناء ومتّعنا بالنور والقوة اللازمة لنسلك بكل حرية سبيل الروح لا سبيل الجسد (روم 5/5؛ 8/4؛ غل 5/16، 22؛ قارن يو 4/8). حتى ان الروح هو بنفسه حال فينا (رو 8/9- 11) وساكن في اجسادنا بنوع أننا لسنا لأنفسنا (1 قور 6/19) لكننا هيكله، وهذا الهيكل "مقدس في الرب" (أف 2/21). فالروح يقودنا اذاً من الداخل مانحاً ايّانا نوره وقواه، كباراً كنا أم صغاراً. ونكتشف بفضله دعوتنا الشخصية في خدمة الكنيسة ونقوم بها لأن كل منا "يتلقى من تجليات الروح لأجل الخير العام" (1 قور 12/7 وتابع؛ اعمال 15/28).
- المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني:
التأم هذا المجمع المقدس بالروح القدس. وكانت رغبته الحارة في "ان ينشر على كل البشر ضياء المسيح نور الامم المتلألئ على وجه الكنيسة" (دستور عقائدي في الكنيسة). ونسمعه يشدد باستمرار على الروح، ذاكراً اياه على ما يبدو مئتين وثمان وخمسين مرة لكثرة اهمية دوره في الفكر المسيحي والحياة المسيحية. فنحن نؤلف الكنيسة وهي "هيكل الروح" و"مسكن الله في الروح". إنها في "خدمة الروح" لأنها "عروسه". والقاب الروح متنوعة ومنها خاصة: "روح الرب"، "روح المسيح"، "روح الحق"، "روح الحرية"، "روح الحياة".
إن الروح يحوّلنا، بصفتنا اعضاء الكنيسة، إلى شركة اخوية، ويعمل فينا على صعيد شامل. هو يحفظ رؤساءَنا ويقويهم ويعضدهم لتقديسنا نحن شعب الله (دستور عقائدي في الكنيسة 27). فبعون منه يعبّر المجمع رسمياً وبصورة معصومة عن تعليم المسيح المتعلق بالايمان وبالاخلاق. هو الروح يحل على الاساقفة فيصبحون معلمي الايمان ورعاة اصيلين. وهو يدعو الكهنة فيقبلون طابعه ويعيشون له، فيدفعهم الى خدمة المسيح. هو ينفح الازواج المسيحيين بروح المسيح "الذي ينعش كل حياتهما بالايمان والحب والرجاء فيبلغان اكثر فاكثر كمالهما الشخصي وقداستهما المتبادلة فيساهمان هكذا سوية في تمجيد الله" (دستور راعوي 48). وهو مصدر الحياة الرهبانية لان "بالهام منه يعتنق كثيرون الحياة الكنسية لمارسوا المشورات الانجيلية ويتبعوا المسيح بحرية اكبر ويتشبهوا به بامانة اعمق (قرار مجمعي في تجديد الحياة الرهبانية 1).
وعلى هذا المستوى الشامل يدفع الروح القدس ويدعو الكل إلى رسالة الكنيسة في العالم ويساهم فيها. فهو "يضع في قلوب المؤمنين ذلك الروح الرسولي عينه الذي كان يدفع المسيح بالذات، وهو يستبق احياناً العمل الرسولي ويرافقه دائماً باشكال متنوعة ويوجهه دون انقطاعاً (قرار في نشاط الكنيسة الارسالي 4).
وينتشر عمل الروح حتى "خارج النطاق المنظور للكنيسة الكاثوليكية". فلا ننسينَّ أن كل ما تعمله نعمة الروح القدس في الاخوة المنفصلين بامكانه ان يسهم في بنياننا. ولذلك "يرغب المجمع بالحاح ان تنمو مبادرات ابناء الكنيسة الكاثوليكية متحدة مع مبادرات الاخوة المنفصلين دون وضع اي عقبة في سبل العناية الالهية، دون ان يستبقوا باحكامهم دوافع الروح القدس المستقبلة" (قرار مجمعي في الحركة المسكونية 3، 4، 24).
واخيرا وبمثابة خاتمة لكل قولنا، ان الروح القدس حاضر لدى غير المسيحيين لتنفتح قلوبهم بمعونته فيؤمنون "ويرتدون إلى الرب بحرية ويتعلقون به باخلاص" (قرار في نشاط الكنيسة الارسالي 13).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تأثير العهد الجديد على العهد القديم بالحياة المُتجددة بالإيمان المسيحي
بعد أن كان الصَّوم في العهد القديم حِرمانًا للجسد صار في العهد الجديد تحَريرًا للنَّفس
يوئيل النبي يوئيل ابن فنوئيل هو صاحب النبوة الثانية
كانت أَليصابات تُمثّل العهد القديم، ومَريَم تمثل العهد الجديد
تأثير العهد الجديد على العهد القديم بالحياة المتجددة بالإيمان المسيحي


الساعة الآن 04:08 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024