رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا نجاة من الرعب القاتل 4 وَلَمْ تَكُنِ الأَكِنَّةُ الَّتِي لَبِثُوا فِيهَا لِتَقِيَهُمْ مِنَ الذُّعْرِ؛ فَقَدْ كَانَتْ أَصْوَاتٌ قَاصِفَةٌ تَدْوِي مِنْ حَوْلِهِمْ، وَأَشْبَاحٌ مُكْفَهِرَّةٌ تَتَرَاءَى أَمَامَ وُجُوهِهِمِ الْكَاسِفَةِ. لأنه لم تكن الحجرات الداخلية التي كانت تحفظهم، تقيهم من الخَوف، فقد كانت أصوات صاخبة تدوي من حولهم، وأشباح فاجعة الوجوهِ تتراءى لهم. [4] جاءت في بعض الترجمات: "لم تكن الأكنة التي لبثوا فيها لتقيهم من الذعر". فهو يشبههم بصغار طيور راقدة في عششٍ (جمع عش)، تظن أنها محمية بين أغصان الشجر، ليس من يقترب أذيتها. ما هو الملجأ الذي ظن المصريون أنه قادر أن يسترهم مما يرتكبوه إلا شعورهم بأنهم أصحاب سلطان، وأنهم فوق القانون؟! هذا الملجأ الهزيل لم يكن قادرًا على حمايتهم من الرعب الذي في داخلهم، والأصوات الصاخبة التي تدوي من حولهم، والأشباح التي كانت ترعبهم وسط الظلمة الحالكة. لم يقف الأمر عند فقدان النور وسيطرة الظلمة على الأشرار، وإنما سمح الله لخيالات الشياطين أن ترعبهم وسط الظلام، لكي يدركوا أنهم قد رفضوا الانتساب لله وقبلوا بإرادتهم البنوة لإبليس. * إن كان أحد يفكر دومًا في ما هو يسر الله وما لا يسره، يُمكن أن يُقال عنه إن خوف الله دومًا أمام عينيه. لكنه مثل هذا الشخص يلزمه أن يُختبر ويتعلم باجتهاد في ناموس الله حتى لا يخاف حيث لا يوجد سبب للخوف. فإن خوف الله يجب أن يُوضع دائمًا أمام أعيننا - ليست أعين الجسد - لأن ما نتحدث عنه هنا أمر غير منظور ولا مادي وإنما أعين الذهن حيث يكون إدراك خوف الله وفهمه واضحًا، وبهذا كما قلنا قبلًا نكتشف ما يلزم أن نخافه وما لا يلزم مخافته. فمن يخاف الله لا يخاف سلاطين هذا العالم. العلامة أوريجينوس لقد فشل المصريون في إيجاد ملجأ لهم من الظلمة، فقد كانت هناك حاجة إلى تدخل الروح القدس للخلاص منها.* الرب نفسه، الروح القدس نفسه يلزمنا أن نسأله لينزع كل سحابة وجميع الظلمة التي تعوق الرؤية عن قلوبنا التي تقست بدنس الخطايا، حتى نستطيع معاينة معرفة ناموسه الروحي العجيب. العلامة أوريجينوس لكي نتخلص من الظلمة، يليق بنا أن نغلب محبة العالم فنشتغل بالسماويات ونراها.* ليس أحد ممن غلب (محبة العالم) وتأهل للعالم العتيد أعمى في فهمه، لأن عينيه مستنيرتان. القديس ديديموس الضرير |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا نجاة من الحنين |
الصلاة نجاة |
نجاة من الاختناق |
فص مدح وداب |
طوق نجاة |