رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأنها بهاء النور الأزلي، ومرآة صافية لقوة الله، وصورة لصلاحه. [26] * هل تبحث عن الابن بدون الآب؟ أعطني نورًا بدون الآب؟ أعطني نورًا بدون بهاء. إن كان قد وُجد وقت لم يكن فيه الابن، فإنه يكون فيه الآب نورًا قاتمًا. * إن كنت بالحقيقة تستطيع أن تفصل البهاء عن الشمس فلتفصل الكلمة عن الآب. * ما يفعله الآب، إنما يفعله بالابن، بحكمته وقوته يعمل، فلا يفعل بما هو خارج عنه. إنه يظهر للابن ما يراه هو، ولكن في الابن نفسه يظهر ما يفعله. * إن كنتم ترون أنه لا يوجد انفصال في النور، فلماذا تطلبون انفصالًا في العمل (عمل الثالوث القدوس)؟ انظروا إلى الله، انظروا كلمته الذي لا يتجرأ... فالمتكلم لا ينطق بمقاطع كلمات، إنما حديثه هو إشراق لبهاء الحكمة، ماذا يُقال عن الحكمة ذاتها؟ "إنها بهاء النور الأزلي". لاحظوا بهاء الشمس في السماء، وتنشر بهاءها على كل الأراضي وعلى كل البحار مع أنها في بساطة هي نور حسي. إني أتحدث عن الشمس، لننظر إلى مصباحٍ واحدٍ صغير بشعاعٍ هزيل، يمكن أن ينطفئ بنفخة واحدة، يبسط نوره على كل ما هو قريب منه، من اللهيب المنتشر. ترون الانبعاث منه وليس انفصال. إذن لتفهموا أيها الإخوة المحبوبون أن الآب والابن والروح القدس متحدون معًا في ذواتهم بلا انفصال. لكن هذا الثالوث هو الله الواحد، وكل أعمال الله الواحد هي أعمال الآب والابن والروح القدس. * نقرأ: "الله نور، وليس فيه ظلمة البتة" (1 يو 5:19)، وأيضًا: "الله الذي قال أن يشرق في قلوبنا" (2 كو4: 6). أيضًا في العهد القديم أعطى اسم "بهاء النور الأزلي" (حك 26:7) لحكمة الله، التي بالتأكيد لم تُخلق، بل بها خُلق كل شيء. وعن النور الذي يصدر عن هذه الحكمة قيل: "لأنك أنت تضيء سراجي يا رب، إلهي أنت تنير ظلمتي" (مز 28:18). بنفس الكيفية، في البدء، حيث كانت ظلمة على الغمر، قال الله: "ليكن نور فكان نور" (تك 2:1)، حيث هو النور معطي النور، الله نفسه استطاع وحده أن يفعل ذلك. القديس أغسطينوس |
|