رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرئاسة بين التلاميذ (ع 20-28): 20 حِينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ ابْنَيْهَا، وَسَجَدَتْ وَطَلَبَتْ مِنْهُ شَيْئًا. 21 فَقَالَ لَهَا: «مَاذَا تُرِيدِينَ؟» قَالَتْ لَهُ: «قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ هذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنِ الْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ». 22 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الْكَأْسَ الَّتِي سَوْفَ أَشْرَبُهَا أَنَا، وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا؟» قَالاَ لَهُ: «نَسْتَطِيعُ». 23 فَقَالَ لَهُمَا: «أَمَّا كَأْسِي فَتَشْرَبَانِهَا، وَبِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبِغُ بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ. وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِيني وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ مِنْ أَبِي». 24 فَلَمَّا سَمِعَ الْعَشَرَةُ اغْتَاظُوا مِنْ أَجْلِ الأَخَوَيْنِ. 25 فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. 26 فَلاَ يَكُونُ هكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيمًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا، 27 وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا، 28 كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ». ع20-21: "حينئذ": بعد كلام المسيح عن آلامه المقبلة. "أم ابنى زَبْدِى": وهى سالومة، وتقدّمها كان بتحريض من ابنيها لتعضّدهما في طلبهما من المسيح، والدليل على ذلك أن المسيح خاطبهما بعد ذلك، وليس الأم. "شيئًا": تأدّبا منها، ولشعورها بصعوبة ما تطلبه، وأنه قد يكون مرفوضا، فقالت له: أريد منك شيئًا. "ماذا تريدين؟": كان المسيح يعلم ما تريدهٍ، ولكنه قصد أن تراجع نفسها لآخر مرة فيما ستطلبه. تقدمت أم ابنى زَبْدِى ومعها ابناها إلى المسيح، وسجدت له في إيمان، وإذ ظنت أن المسيح يكون له مُلك أرضى، كما يفكر باقي اليهود، فحبا في ابنيها، طلبت منه أن يكون لهما مكانا متميزا في هذا الملكوت عن باقي التلاميذ، فيجلسان، الواحد عن يمينه والآخر عن يساره، أي أن تكون لهما رئاسة على الباقين. ع22-23: وجّه المسيح نظر التلميذين إلى الآلام التي ينبغي احتمالها من أجل الوصول إلى الملكوت، هذا ما يتم طوال الحياة، ليبعد أعينهما عن التعلق بالمراكز الأرضية، ويفكّرا بطريقة روحية في ملكوت السماوات أنه حب وعشرة مع الله، وليس بحثا عن المراكز أو الرئاسة. وسألهما سؤالا واضحا: هل تستطيعان أن تحتملا كأس الآلام وصبغة الموت؟ فأجابا دون تَرَوٍ وفهم وقالا: "نستطيع." وهنا، وجّه المسيح نظرهما إلى أن الوجود في الملكوت هو نعمة من الله، فلا يستطيع الإنسان بإرادته فقط أن يحتمل الآلام من أجل المسيح، بل بمعونة الله. "أُعِدَّ لهم من أبى": أي من أكملوا جهادهم، فيستحقون نعمة الله. ومع أن إرادة الابن والآب إرادة واحدة، قال هنا "أبى"، ليرفع تفكيرهم من المُلك الأرضي معه إلى الملكوت السماوي، أي عند الآب. ع24: تحركت محبة العظمة في قلوب التلاميذ عندما سمعوا رغبة ابنى زَبْدِى يعقوب ويوحنا في هذه الرئاسة، واغتاظوا وتضايقوا، إذ خافوا أن ينالا ما يطلبان. ع25-27: نبّههم المسيح إلى أن السعى نحو الرئاسة هو تفكير أهل العالم، وليس أولاد الله. وأعلن بوضوح أهمية السعي نحو الاتضاع في شكل خدمة بعضهم البعض، وخضوع كل واحد للآخر، فهذا ما يجعلهم عظماء في نظر الله، وتكون لهم مكانة متميزة في السماء. أي أن العالم يسعى للرئاسة والتسلط، أما أولاد الله فللاتضاع والخدمة. ع28: أعطى المسيح نفسه مثالا في الاتضاع، فهو لم يطلب مركزا عالميا فيخدمه كثيرون، بل أتى ليكون خادما للبشرية، ويموت عنها ليفديها. |
|