رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تتكّلوا على العظماء
المزمور المئة والسادس والاربعون 1. المزمور المئة والسادس والاربعون هو مزمور مديح وشكر للرب، غايته تعليم الجماعة بعبارات حكمية واختبارات حياتية تدلّ على عناية الله بشعبه، ولا سيَّما البائسين. ينشده المؤمنون صباحًا مع مزامير التهليل الاخير (147- 150) ليتذكّروا كل يوم أعمال الله وينتظروا خلاصه. 2. نشيد الصباح لله الذي يخلّص شعبه بقدرته ورحمته. آ 1- 2: يدعو المرتّل نفسه والحاضرين إلى أن يسبّحوا الرب: سبّحي يا نفسي الرب. آ 3- 4: ويذكّر الشعب بالاتكال على الرب، لا على الملوك والعظماء. فابن آدم ليس عنده خلاص. آ 5- 6: قدرة الله الخالق، صانع السماوات والأرض والبحر وجميع ما فيها. آ 7- 9: الله المخلّص: يذكر المرتّل ما يستطيع أن يفعله الله: يحلّ الاسرى، يفتح عيون العميان، يحفظ الغريب. آ 10: الخاتمة: يترجَّى اسرائيل أن يملك الله على صهيون إلى الأبد. هذا المزمور يدخلنا في حوار ليتورجي بين الجماعة والكهنة. آ 1- 2: نشيد مديح الجماعة. آ 3- 4: تحريض الكهنة للجماعة. في آ 5 بركة الرب يعطيها الكهنة. وفي آ 6- 9 إعلان إيمان تنشده الجماعة. وينهي الكاهن المترئس الصلاة بالآية 10، موحدًا بين مصير الفرد ومصير صهيون. إذا كان الله ملكًا في صهيون، فهو ملك على كل فرد من أفراد شعبه. يبدأ المرتّل الكهنة، فيدفع الشعب إلى أن يتركوا كل أمل بشري ليتعلقوا بالله أملهم الوحيد: لا تتكلوا على العظماء. ثم يذكر المزمور اثنتي عشرة عبارة تبيّن قدرة الله ورحمته. تعلن العبارة الاولى أنه الخالق (آ 6)، والاخيرة أنه الملك (آ 10)، وبين الاثنتين نجد برنامجًا اجتماعيًا، لو نفَّذه الملوك لما وصل الشعب إلى الحالة التي وصل إليها. ولهذا، بسبب خيانة الملوك المتعاقبين على عرش داود، سينتظر الشعب من الرب أن يأخذ المُلك بيده ويهتم بمساكين شعبه. 3. يدعو المرتّل نفسه إلى تسبيح الرب، ثم يبدأ بتعليم الغير، واختباره يشبه اختبار كل فرد من أفراد الشعب، ويشبه اختبار الشعب ككل. اتكل الشعب على مصر أو بابل، فكانت نهايته مؤلمة. لو اتكل على الرب! اتكل الشعب على العظماء فتخلى عنه العظماء، ولم يبق له في منفاه إلاّ ربه. ماذا يستطيع ابن آدم أن يفعل، وهو المأخوذ من الأرض، والراجع إلى الأرض، وصاحب النسمة العابرة؟ وحده اله يعقوب هـاله العهد الذي خلق الكون، يستطيع أن يرسل العون إلى شعبه وأحبّائه، فطوبى لمن يضع رجاءه في الرب الهه. 4. إن هذا المزمور يلقي ضوءًا على عظمة الله وقدرته الملوكية، فلا يعود الانسان يتعلّق بمواعيد الأرض الواهية، بل يضع اتكاله على الله. هذا ما يجب أن نعرفه، نحن المؤمنين اليوم، بعد أن رأينا يسوع يُظهر حبّه للمتضايقين والجائعين والاسرى والعميان ويشفيهم ويخلّصهم من شقائهم. وهذا الخلاص هو عربون للخلاص النهائي عندما يملك الله على العالم مُلكًا شعاره المحبة |
|