منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 02 - 2024, 10:36 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,820


تعرف بصوتة

أصواتٌ كثيرة ترتفعُ من حولنا لتصل إلى آذاننا ومن ثَّم إلى عقولنا،
وجميعها تدعونا لتبنّي أفكارها التي تؤمن بها. تنادينا لاتخاذها كمنهج
راسخ نؤسس حياتنا عليه؛ وتَعدُنا بالرّاحة والتقدّم والتفوّق.
بعض الأصوات تصلنا من الدّاخل، مصدرها الطّبيعة البشريّة التي تدعونا للاهتمام
برغبات الجسد والنفس. أصوات أخرى تأتينا من الخارج
، كفلسفات الحياة التي تدّعي التّطور والسّعي إلى الأمام،

أو إلى التمسّك بالماضي والتوقّف عند نقطة واحدة في التاريخ.
هناك أصوات أخرى مصدرها عدوُّ الخير الذي يهمس في آذاننا
ليزرع بذور الشّك في نفوسنا، أو ليُغرينا ويُسقطنا في التّجارب والشّرور.
من بين ضجيج الأصوات المختلف؛ هناك صوتٌ يخترق أعماق النفس، ينادينا بطرق مختلفة،
تارة من خلال كلمة الإنجيل، وتارة بهمسات في ضمائرنا،
لا كديّان رهيب بل كحبيب يحمل إلينا رسالة محبّته،
إنه صوت ابن الله "معطي الحياة" الذي ينادي: "إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي
وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ..
.تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ، حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللهِ، وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ".
كثيرون يتوهّمون بأنهم يسمعون صوت المسيح؛

وهم في الحقيقة يستمعون إلى أنفسهم وإلى رغباتهم.
وفي أحيان كثيرة يستمعون إلى الشّيطان الذي يأتيهم في صورة ملاك نور ليضلّلهم؟
فما معنى سَماع صوت ابن الله؟ يُجيب المسيح بهذه الكلمات: "
خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي".
إن سماع صوت ابن الله هو الاستماع إلى دعوة المسيح لاتباعه والتجاوب معها،
ليصبح الإنسان واحدًا من رعيّته. ثم إنَّ المسيح يعرف خرافه جميعها بأسمائها.
ولا واحدَ منهم يُمكن أن يُفلت من دائرة اهتمامه.

وما من واحد منها قد يهلك بسبب إهمالٍ أو تقاعسٍ من قِبله. فخراف المسيح تتبعه
، أولًا بالإيمان به لنوال الخلاص، وبعد ذلك بالسير اليومي معه في طريق الإيمان.
أما الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه لأنها لا تعرف صوت الغرباء.
صحيحٌ أن الأصوات من حولنا تتزاحم في آذاننا وكثيرًا ما تشوّش أفكارنا،

لذلك نحتاج كأتباع له أن نتدرّب على سماع صوته، ونربّي حاسّة تمييزِ صوته من بين الأصوات الأخرى
. وكلمة الله التي هي غذاؤنا الروحيّ، هي القادرة على تدريبنا لا على تمييز صوته فقط؛
ولكن على الإدراك والوعي بشخصيّته. فهو صاحب السلطان، بهاء مجد الله ورسم جوهره.
وعندما ندرك ذلك، يكون لصوته السّلطانُ المسيطر على حياتنا، وفوق كلّ صوت آخر
، لنستطيع أن نعيش في الطّاعة الكاملة لوصاياه التي يكلمنا بها.
ليست طاعة الإرغام والإجبار، لكنها طاعة المحبّة
، فمن يكلّمنا ويدعونا هو نفسه الذي تجسّد مِن أجلنا،
وأَظهر لنا المحبّة العجيبة بموته على الصّليب لفدائِنا.
لذلك هو يطرق أبواب قلوبنا لا كديّان رهيب،

لكن كالمحبّ الذي يريد أن يدخل إلى حياتنا ليُسعدنا بالشّركة معه.
ومما يميز صوت المسيح أنه يمنح الذين يسمعونه ويتبعونه "حياة أبدية"،
وهذه الحياة ليست وعدًا يتوقعونه في المستقبل فحسب،
بل حياة حقيقية تبدأ في هذا الزمان،
نور جديد يجعلنا نشعر بالحياة بكلّ معناها، تبدأ على هذه الأرض بعمل الروح القدس
حين آمنّا بالمسيح، فنتحرّر من الخوف، ولا نعود نرى الله ديَّانًا رهيبًا بل نراه أبًا عطوفًا
، وندخل في شركة معه خالية من الخوف، مظلّلة بالسّلام والغفران.
نرى الله يقترب إلينا في حنان، ويسير معنا في وادي الدموع،
وفي جوّ هذه الشركة يحلّ الاطمئنان والسّلام،

لأن محبّة الله تطرد الخوف إلى خارج. وهكذا ينمو أتباع المسيح في الحياة المقدسّة
حتى يصلوا الأبدية في شَبَه أكبر له. من ناحية أخرى، إن حياتنا الجديدة مع المسيح
تُدخلنا إلى علاقة جديدة مع الآخرين، حيث تتغيّر نظرتنا إليهم عندما تنسكب محبّة الله في قلوبنا
، فنتعلّم المحبّة ونمارسها، فلا تعود تحكمنا مشاعرنا القديمة، من حسد وخصام وأنانية وكبرياء
، بل تفيض ثمار الرّوح القدس من حياتنا كالمحبّة والفرح والسّلام
وطول الأناة واللطف والصّلاح والأمانة والوداعة والتعفّف.
هذه الحياة الجديدة تُمتِّعنا نحن بشركة جديدة مع أنفسنا،

فبدلًا من أن تتنازعنا الأهواء وتمزقنا من الداخل، لنعيش في صراع مع أنفسنا
وفي شقاء وتعاسة لأننا فقدنا الانسجام مع الذات؛
فإن الحياة الجديدة التي ننالها بالإيمان بالمسيح تعيد مصالحة الإنسان مع ذاته
. وعندما نتيقّن من غفران الله لخطايانا، فإننا نتعلّم كيف نغفر لأنفسنا متّكلين
على نعمة الله. وهذه الحياة الجديدة التي ننالها بعد الإيمان على هذه الأرض؛
سوف تكتمل في المجد بعد أن نفارق أجسادنا.

لقد جاء المسيح لتكون للناس حياة بل وأفضل نوع من الحياة.
فالله أنار لنا الحياة والخلود، ويشير الخلود إلى قيامة الجسد.
فعندما نقرأ في الإنجيل كيف أن «هذا الفاسد- أي الجسد
- لا بدّ أن يلبس عدم فساد»، نعرف أنه حتى لو جُعل هذا الجسد في القبر
لكي يعود إلى التّراب، فعند مجيء المسيح، سيقوم هذا الجسد عينه من القبر،
ويتشكّل ليصبح جسدًا ممجَّدًا شبيهًا بجسد الرّب يسوع نفسه بعد قيامته.
نعم، إنَّ صوت المسيح ابن الله، يعطي للخليقة الميّتة
حياة تبدأ من هنا على هذه الأرض، وتكتمل في الأبدية.
"خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً،
وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي". (يوحنا 10: 27– 28)
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الأنبا أغابيوس يدلي بصوتة في الانتخابات
الصَدَاقَةُ زَهْرَةٌ بَيضَاءَ تَنبت في القَلب
بالفيديو شيخ الازهر احمد الطيب يدلي بصوتة في الانتخابات
بالصورة قوات المسلحة و الشرطة تساعد قعيد للادلاء بصوتة
فيديو هل قابلت مشاكل الانبا اغاثون عندما ادلى بصوتة ؟؟


الساعة الآن 07:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024