لم يتحدَّث يشوع بن سيراخ إلى تلاميذه فحسب، وإنما كان يُصَلِّي من أجلهم في مَسْمَعٍ منهم، كما سجَّل بعض صلواته عنهم. تُعتبَر صلواته مع صلوات أناس الله القديسين من رجال ونساء في القديم نموذجًا للصلوات المعاصرة.
صلواته حديث مشترك بينه وبين الله. وهي تقدم تكريمً الله، إذ تتطلَّع إلى رعايته الإلهية لكل البشر، كما تحمل حبًا للبشرية. الرغبة في الصلاة، وروح الصلاة هما عطية من الله. من يرغب في الصلاة يقف في حضرة الله متخليًا عن كل ارتباك بالأمور الزمنية، متجهًا نحوه.
يُقَدِّم ابن سيراخ خمسة أشكال للصلاة متكاملة معًا:
- العبادة لله الذي يستحق التسبيح (سي 23: 1؛ 39: 35).
- التوبة والاعتراف بالخطايا التي نسقط فيها بمعرفة أو بغير معرفة (سي 36: 1، 17).
- الشكر لله من أجل نعمته الإلهية وبركاته (سي 51: 1).
- الطلبة، حيث نطلب منه أن يُشبِع احتياجاتنا، خاصة سكناه فينا وإقامة ملكوته في داخلنا، وأن يهبنا الحكمة (سي 51: 17، 22).
- الشفاعة: يليق بالمؤمن مع شعوره بالضعف، أن يُصَلِّي باسم البشرية كلها، بكونه عضو في كنيسة الله يشتهي أن يتمتَّع إن أمكن كل بني البشر بالمجد الأبدي.