أحد أسباب عدم بقاء أتباع المسيح مُتَّحِدين بوحدة عضوية كاملة، مثلما كان للمسيحيين الأوائل «قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ» في يوم الخمسين، هو أنهم أرادوا إدخال العديد من العناصر الغريبة إلى حياتهم المسيحية. فأراد أعضاء الكنائس جعل العالم كله يهتدي إلى الإيمان المسيحي، ويغيِّر أسلوب حياته، قبل أن يهتدوا إليه هم أنفسهم اهتداءً كاملاً ويغيِّروا أسلوب حياتهم وفقًا لإرادة المسيح. فإنه ببساطة لا يمكن تجميع مئات الآلاف من الأشخاص لتشكيل جماعة تحيا حياة مسيحية مشتركة قبل أن يكون الأعضاء أنفسهم مستعدين لها. ويصح هذا الأمر بصفة خاصة إذا أَدخَلتَ إلى الجماعة المسيحية أشخاصًا ماديين، أو حسودين، أو غير متحررين من عبودية الخطيئة، أو لا يرغبون في المضي في كامل طريق المسيح من كل قلوبهم. فسيكون من الأفضل لو بقوا خارِجًا مشغولي البال بهموم وقلق الدنيا. فهم لا يصلحون لأن يكونوا شركاء المعركة.