رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الموت أفضل من الحياة البائسة، والراحة الأبديّة أفضل من المرض المُزمِن [17]. فقدان الصحة أحيانًا يحرم الإنسان من السعادة، حتى يشتهي الموت بكونه أفضل من حياة مملوءة بالمعاناة من المرض. v الموت بالنسبة للذين يفهمونه خلود، أما بالنسبة للبلهاء الذين لا يفهمونه فهو موت. يجب علينا ألا نخاف هذا الموت، بل نخاف هلاك النفس الذي هو عدم معرفة الله. هذا هو ما يرعب النفس بحق! v كما أنك عندما تركت الرحم لم تعد تذكر ما كان يحدث لك فيه، هكذا عندما تترك الجسد لا تعود تذكر ما حدث وأنت فيه. v وكما أنك بتركك الرحم صرت إلى حال أفضل ونما جسدك، هكذا عندما تترك الجسد وأنت نقي وغير مدنس تصير في حالٍ أفضل غير قابل للفساد. v وكما أن الجسد يجب أن يولد عند تمام نموه في الرحم، هكذا يلزم على النفس أن تترك الجسد عندما تصل إلى نهاية الحياة بالجسد في الوقت المُعَيَّن من قبل الله. v كما أنك تعالج النفس وهي في الجسد، فإنها هي ستعالجك عندما تترك الجسد. الإنسان المتهاون مع جسده في هذه الحياة، مقدمًا له كل صنوف الراحة، إنما يُقَدِّم لِذَاتِه مرضًا بعد الموت، جالبًا على نفسه دينونة بغباوة. v كما لا يقدر الجسد أن يعيش إن ترك الرحم قبل أن يكتمل، هكذا لا تقدر النفس أن تخلص أو يكون لها شركة مع الله عند تركها الجسد ما لم تنل التطلُّع إلى الله بحياتها الصالحة (وهي في الجسد). القديس أنطونيوس الكبير |
|