رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عبور البحر الأحمر كرمز للمعمودية بنو إسرائيل كانوا عبيداً لفرعون: (وفرعون هنا يشير للشيطان) ونحن قبل المعمودية كنا عبيداً للشيطان، وبالمعمودية خلصنا (خر 23:2 , 21:4 ), (رو 16:6 ) ما هو حال بني إسرائيل عند خروجهم من أرض مصر؟ كانوا خائفين ومتأهبين وخصوصاً عندما رأوا فرعون يلاحقهم بعد خروجهم. ويقول يوسيفوس: المؤرخ أن فرعون ذهب ورائهم ب 600 عربة حربية و 50.000خيال و 200.000 رجل كيما يعيدهم إلى عبوديته أو يقتلهم (خر 7:14-10). ولكن بينما كان بني إسرائيل خائفون، كان أمر الله لموسى أن يضرب البحر بعصاه خطوة تحتاج لإيمان وفعل في نفس الوقت (خر 15:14, 16). ماذا فعل موسی…. هل أطاع؟ هل عمل الشعب كما أمر (عدد 22)؟ ماذا حدث لفرعون وجنوده؟ (خر 23:14 -25), (عب 29:11 ). لقد غمر البحر فرعون وجنوده وأغرقهم، أما بني إسرائيل فتنعموا بالحرية. لنتأمل ونقارن بين عبور بنو إسرائيل البحر الأحمر ومعموديتنا (1 كو 1:10, 2). فهناك توازي واضح جدا. + موسى هنا يرمز للسيد المسيح (اكو 2:10) “وجميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر”. في كلا الحدثين، أي الطوفان وعبور البحر الأحمر، خلص الله بطريقة معجزیه شعبه الذي آمن به وأطاع. والمعمودية كذلك تحتاج إلى إيمان بالله وذبيحته، التي قدمها لنا على الصليب والتي محت خطايانا القديمة. * نوح أظهر إيمانه ببناء الفلك، وموسى أمر شعبه للمضي قدماً للبحر الأحمر وأطاع الله ورفع عصاه ليشق البحر الأحمر، وكذلك يكون الإنسان المعمد يجب أن يؤمن بأن الله من خلال مياه المعمودية سيطهر ويغسل وستمحی خطاياه القديمة، وإنه بعد المعمودية سينعم بالحياة الجديدة كابن للمسيح، وحياته يقودها الروح القدس. ودعونا الآن نتحدث عن سر المعمودية نفسه: – المياه. – الزيت. – الملابس البيضاء. – الشموع هذه الأشياء نراها في سر المعمودية فماذا ترمز إليه في سر المعمودية. ويجب أن نضع في إعتبارنا أن السر ليس رمز أو تمثيلية إنما السر عملاً إلهية غير منظور، يقدم من خلال شياء منظورة (مواد منظورة). المياه: رمز قوي جدا في الكتاب المقدس (كما شرحنا من قبل في الطوفان والبحر الأحمر). وفي العهد الجديد كانت أول معجزة هي تحويل الماء إلى خمر وكانت هذه أولى معجزات السيد المسيح على الأرض، ليعلن وجود الله المنظور (بتجسده) وطبعاً التغطيس في مياه المعمودية يرمز إلى الموت مع المسيح والقيامة إلى الحياة الجديدة. الزيت: دائما ما يرمز الزيت إلى القوة وحلول الروح القدس الذي يعطي قوة. وكان في القديم في الأولمبياد… كان الرياضيون يدهنوا عضلاتهم بالزيت کي ما يعطيهم قوة، ونحن كذلك نحتاج الزيت و قوة الروح القدس، لنقف ونجاهر ونعيش مسيحيتنا بقوة في وسط عالم صعب. وأيضا كان الزيت يستخدم في مسح الملوك والأنبياء، ونحن بالمعمودية أصبحنا أعضاء في الكنيسة وجسد المسيح (الكاهن والنبي والملك). الملابس البيضاء: رمز أننا لبسنا المسيح رمز البر، وبالنظر إلى الإنسان المسيحي يجب أن يرى الناس فينا صورة المسيح التي تجذب الناس، كما أن الملابس الجميلة الجديدة البيضاء تجذب انتباه أي شخص. الشموع : رمز الاستنارة، فالإنسان المعمد يأخذ استنارة المسيح. وكما أن للنار سرعة رائعة في الانتشار، كذلك المؤمنون يجب أن ينيروا وينشروا إيمانهم لكل من حولهم ليس فقط بالكرازة، ولكن بالمثال الجيد والأمانة. لحظة تحول.. لحظة حاسمة وفاصلة بين حياة وحياة. فقبل المعمودية يكون الإنسان ليس من شعب الله، وليس له حق في الدخول إلى الجماعة المقدسة (الكنيسة) لأنه لم يرتدي ثوب البر بعد، الذي هو شخص ربنا يسوع المسيح.. “لأنكم أنتم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح” (غلا 27:3 ). نعمة المعمودية شرط لكى نأخذ كل عطايا الله، وندخل في شركة مقدسة معه، ومع الكنيسة الجامعة.. لماذا؟ لأننا قبل المعمودية نحمل طبيعة فاسدة قابلة للموت، بسبب ولادتنا بالخطية الجدية التي ورثناها من آدم وحواء. فندخل المعمودية لدفن هذه الطبيعة الفاسدة، ونقوم بطبيعة جديدة لا تخضع لسلطان الموت، بل قابلة للخلود.. طبيعة أبناء الله (لا أعود أسميكم عبيد بل أبناء) بالتبني لا بالطبيعة. + عيد الثيؤفانيا.. هو عيد عماد السيد المسيح في نهر الأردن، ليؤسس لنا سر المعمودية وبداية ممارسة كل إنسان مؤمن علاقته مع الله. زمن هذه اللحظة أخذت الكنيسة قوة هذا السر، لأنة بعماد السيد المسيح في نهر الاردنرتقدست كل مياه المعمودية. المعمودية ليس حدث أو قصة مضت.. لذا نجد الأنبا أنطونيوس يقول لأولاده : (يا أولادی جددوا في كل يوم عماد معموديتكم) صدیقی.. أعرف أنك قد تعمدت.. وكل منا نال نعمة المعمودية، ونحن أطفال لا ندری لذا نجد أنفسنا لا ندرك تلك النعمة العظيمة، التي بدونها ليس لنا أي وجود، ولا كيان.. + فأنت قد تتلامس مع الكتاب المقدس من خلال قراءاته، + وتتلامس مع سر الإعتراف والتناول من خلال ممارساته المقدسة. + وتتلامس مع القديسين من خلال الشفاعة. ولكننا قد لا نتلامس مع سر المعمودية، التي هي بمثابة ميلاد ثان لنا.. لذا تعال معي لنسترجع مفاعيل المعمودية في حياتنا، ونجددها في كل يوم في سر التوبة. |
|