لا تجعله يقف بجوارك، لئلا يقذف بك ويحتلّ مكانك. لا تُجلِسه عن يمينك، لئلا يطمع في كرسي كرامتك، عندئذٍ تفهم كلماتي أخيرًا، وتُنخس بالحزن بكلماتي [12].
يُحَذِّرنا القديس باسيليوس من الحسد، لأنه يُقَدِّم نوعًا بغيضًا من الصداقة التي لا تعرف الحب الحقيقي، إنما كل ما يشغل الصديق أنه يطمع فيما لدى صديقه سواء من مالٍ أو كرامةٍ أو امتيازٍ.
v ليس في قلب الإنسان هوَى مُفسِد مثل الحسد. ليس ما يُلحق الضرر بالإنسان مثل المصاب به. وكما أن الصدأ يُفسِد الحديد، فإنّ الحسد يُفسِد الإنسان المُصَاب به. الحسد حزن تلده سعادة القريب. فلا يخلو الحسود أبدًا من فرص الحزن. هل حقل الجار خصيب؟ وهل داره ممتعة؟ وهل هو سعيد؟ كل ذلك يدفع الحاسد إلى تنمية مرضه وإلى زيادة عذاباته. إنه يشبه إنسانًا عاريًا، يصوّب سهام كل شيءٍ في جرحه. هل هناك أحد قوي وفي صحة جيدة؟ إنها ضربة تصيب الحاسد. هل هناك إنسان جميل؟ إنه جرح جديد. هل إنسان ذكي، ينجح في أعماله، ويصنع الخير؟ كل ذلك سهام تصيب الحاسد في صميم قلبه.