صموئيل هو ما يدعو اليه بولس من خلال توجيهاته الأخلاقية في هذا النص الغني والقوي. حيث يحث الرسول المعمدين على حياة الوحدة، والابتعاد عن الحياة القديمة وتبني الحياة الجديدة. أبناء الله يلتزمون بحياة يسوع المسيح الذي بذل حياته عنهم، فيحيون حياة تتوافق مع حياة الله الذي هو محبة. هذه الحياة الجديدة تتضمن تبدلا في موقف الانسان، فينتقل من الظلمة الى النور، ومن الفجور والشهوة الى الصلاة والبر والحق. والمسيحيون اذ يرتبطون مع الوثنيين بعلاقات اجتماعية على مثال الرب، لكنهم لا يسايرونهم في طريقة حياتهم، هم في العالم ولكنهم لا يتصرفون كما لو كانوا من العالم. فهم قديسون بعيدون عن الزنى، وهم هيكل الروح القدس وأعضاء المسيح، فلا يجعلون أعضاء المسيح أعضاء امرأة زانية (1 كور 6/ 15). ولكن ليظهروا أنهم نور في حياتهم اليومية وينتبهوا أن لا يتحول هذا النور إلى ظلام. الرسول يقول إننا مدعوون أن نكون نورا. ولكن كيف يمكن ذلك؟ فنحن لسنا نورا. لو فحص كل واحد منا نفسه، فلا يقدر أن ينكر كم مرة في اليوم يغلب الظلام في قلبه. يغلب نقص الرجاء، نقص الصبر. ويغلب الحكم على الأخ وتغلب الشكوى. ولكن بولس يقول لنا: “أنتم الآن نور في الرب”. الطريق لهذا هو أن نكون فيه وهذا ممكن لأننا نحن خاصته، نحن أبناؤه. نقدر أن نكون نورا لان الرب يريدنا ويحبنا وبسبب حبه هذا لا يقدر الا أن يمنحنا نوره، وروحه. ثمر النور هو كل صلاح، عدل وحق. تكتب القديسة تريزا الطفل يسوع: “هذا النور يمثل الحب الذي يجب أن ينير ويبهج، لا الذين هم أعزاء علي فحسب، ولكن الجميع دون استثناء أحد”.