حان الوقت كى نتحدث عن كسرنا, فأنت انسان مكسور, وأنا ايضا كسير.
وكل من نعرفهم او نسمع عنهم مكسورون, فكسرنا واضح جدا ومُحدد وقوى وملموس حتى يصعُب علينا أن نُفكر بأن هناك ما يُمكن الكتابه عنه او التحدُث عنه بخلاف كسرنا.
إن اروع المُؤلفات الموسيقية وأعظم اللوحات والمنحوتات الفنية وأفضل الكتب التى كُتبت, غالبا ما كانت تعبيراً مباشراً عن الوعى بالإنكسار الانسانى.
هذا الكسر إنما نحياه ونختبره بطريقة شخصية خاصة جدا وفريدة, فأنا مقتنع بشدة بأن كل انسان إنما يُعانى بطريقة خاصة جدا لا يُعانى بها أى إنسان آخر.
ونحنُ بلا شك يُمكننا ان نعقد بعض المقارنات, وان نتحدث عن ألم اكثر من آخر وألم أقل من آخر, ولكن فى النهاية يبقى ألمك شخصياً جداً وألمى كذلك شخصياً جداً, حتى أن المقارنة لا تجلب أى راحة او عزاء, فى الحقيقة انى اكون اكثر امتناناً للشخص الذى يُدرك تفرُد آلامى,من ذلك الشخص الآخر الذى يُحاول ان يُخبرنى بأن هناك كثيرون يتألمون مثلى وربما اكثر, فكسرنا يخصنا وحدنا دون أى شخص آخر.
خاطرة ل "هنرى نويين"