رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يُظهِر ابن سيراخ تشديده على الشريعة، ليس كرجل دينٍ شرعيٍ، وإنما لأنها تُعلِن عن الله وعلاقته بالناس مبنية على حياة التقوى. لذلك فهو يفسر الشريعة بروح تقديس الفكر والكلام والسلوك، أي خلال الأعماق الخفية والسلوك الأخلاقي والاجتماعي في الرب. رأى أن الشريعة والحكمة تياران متكاملان يصبّان في نهر عظيم مُتدفِّق وهائل لا ينضب (24: 23 -29)، وأن رسالته كمُعَلِّمٍ أن يُخرِج منه تعليمه لتلاميذه أو لأبنائه المحبوبين (24: 30 -34)، ليسقي نفوسهم كما لو كانت بستانه المحبوب لديه. إذ يقول: "هذه الشريعة تملأ البشر بالحكمة، مثل فيشون، ودجلة[25] في أيام بكور الثمار. وهي تملأهم فهمًا، كالفرات ومثل الأردن في أيام الحصاد. هذه الشريعة تُشرِق بالتعليم مثل النور، وهي تفيض كالنيل بالتعليم، مثل جيحون في أيام القِطَاف (العنب). كما أن الإنسان الأول لم يعرف الحكمة كاملة، هكذا الإنسان الأخير لا يستقصي أعماقها. لأن فكرها أعمق من البحر، ومشورتها أعمق من الهاوية العظيمة. وأنا كقناة خارجة من النهر، ومثل مجرى خرج إلى جنة. قلت: "أسقي بستاني، وأُبلل مجمعات الزهور المتناسقة". فإذا بقناتي تصير نهرًا، وبنهري يصير بحرًا" (24: 25-31). |
|