رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلوكنا في صُحْبة حكمة الله يبدو سفر يشوع بن سيراخ للبعض أنه مُجَرَّد دستورٍ يقود سلوكنا العملي في مجابهة رحلة حياتنا على الأرض. هذه النظرة صادقة لكنها ناقصة، فالسفر يجذبنا إلى العمق، لنُدرِك أننا في أفكارنا وعواطفنا وكلماتنا وسلوكنا في صحبة الله الكلمة أو الحكمة يقودنا بروحه القدوس. حقًا يليق بالمؤمن أن يعتزَّ بما وهبه الله من العقل بقدراته العظيمة، مع مراعاة الآتي: 1. أَعدّ الربّ للكائنات العاقلة السماوية والأرضية "الحكمة" التي تعمل فيها مع ممارسة حرية إرادتها. 2. تهب الحكمة السماوية الإنسان الساقط روح الرجاء في عمل الله الخلاصي، حتى يسترد اللؤلؤة المفقودة التي هي صورة الله ومثاله (تك 2: 26). بروح التواضع يشعر المؤمن أن الله هو العامل فيه ليهبه ما يبدو مستحيلًا: أن يصير أيقونة الله الحية! 3. ركَّز السفر على أمرين وهما: كيف نبدأ الرحلة وما هي نهايتها. بدء الرحلة هو مخافة الربِّ، حيث يشعر المؤمن أنه أشبه بطفلٍ يحمله ربُّ المجد على منكبيه بروح الحب، ويتجاوب معه المؤمن بالمخافة المقدسة التي تملأ القلب بالرجاء والفرح وهو مُنطلِق معه نحو الأبدية، برجاءٍ حيّ وحبٍ صادقٍ. يدرك المؤمن أن السمائيين يترقَّبون مجيئه بدهشةٍ وعجبٍ، إذ أقام المُخَلِّص من الإنسان الترابي من يشترك معهم في الخورُس السماوي. 4. مع عدم تجاهل القدرات الطبيعية كالعقل والعواطف المقدسة، غير أن دستوره وسلاحه بل وزينته هي الوصية الإلهية التي لن يستطيع حفظها بدون نعمة الله. الوصية ليست قيدًا تُفقِده حريته، بل هي حليّ يُزَيِّن الكنيسة العروس أبديًا، ويحفظها المؤمن ليس عن خوفٍ، بل كابنٍ يود أن يحمل صورة أبيه السماوي. 5. غاية الرحلة البلوغ إلى العُرْسِ السماوي، حيث ننعم بالاتحاد مع حكمة الله ونحمل شركة الطبيعة الإلهية (1 بط 2: 21)، أي الحب لله ولكل البشرية. 6. نعمة الله: حقًا يرى ابن سيراخ أنه ليس من رجاء للبشر بدون نعمة الله، ومع هذا في موقفه العملي عند معالجته بعض الأمور البشرية، لا يتجاهل المؤمن الإرادة الحرة والذكاء والمهارة والوزنات التي وهبها الله له، ويطالبه بإضرامها تحت قيادة الروح القدس. فقد قام سيراخ برحلاتٍ كثيرة وشعر بنوعٍ من التقدير الشخصي لمن يسافر ليتعلَّم من خبرة الكثيرين (34: 9-11). وعلى وجه الخصوص يُقدِّر المهارات العلمية في شئون الطب والأدوية (38: 1-15). |
|