رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"سلسلة "صلوات قصيرة من القداس" (٨).. "نسكًا للرهبان والراهبات واستكمل قداسته سلسلة "صلوات قصيرة قوية من القداس" ، وتناول جزءًا من الأصحاح الثلاثين في سفر التثنية والأعداد (١١ – ٢٠)، وأشار إلى طِلبة قصيرة من الطِلبات التي ترفعها الكنيسة بعد صلوات التقديس في القداس الغريغوري، وهي : "نسكًا للرهبان والراهبات" ، وأوضح أن المقصود بها الرهبان والراهبات وكل مَنْ هم في حياة التكريس، وأن أشهر منطقة رهبانية في العالم هي منطقة وادي النطرون ، والتي تُسمى "الإسقيط" وهي كلمة يونانية بمعنى "جامعة النسك"، وأن منطقة وادي النطرون جذبت كبار الراغبين في معرفة الحياة الرهبانية، ولها أسماء جغرافية متعددة مثل: "برية شيهيت" و "ميزان القلوب"، ثم شرح قداسته الاختلاف بين "الناسك" و"الفقير"، من خلال: - الفقير: يتمنى ويرغب أن يصير غنيًّا ولا يستطيع تحقيق ذلك. - الناسك: يتعفف ويضبط نفسه بإرادته عن كل شيء. ووضع قداسة البابا تعريفًا للنسك المسيحي الأصيل، وهو: ضبط للجسد بميزان حساس، لأن النسك دون تمييز وميزان حسن هو سلاح قاتل للنفس، وتأمل قداسته في كلمة "النسك" من خلال حروفها الثلاثة: ١- "ن" : ترمز إلى حياة النقاوة الداخلية والخارجية لنفس الإنسان، "قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي" (مز ٥١: ١٠). ٢- "س" : ترمز إلى حياة السهر الروحي، كعلامة للانتظار والاستعداد لملكوت السموات. ٣- "ك" : ترمز إلى حياة الكتاب المقدس، "اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ" (يو ٦: ٦٣). وأشار قداسته إلى أهمية الصلاة من أجل الرهبان والراهبات، وأن يعطيهم الله الحياة الناسكة، من خلال: ١- النسك يوجد فيه معنى الشركة، فالناسك لا بد أن يسير في طريقه الروحي بمساعدة أبيه الروحي، والنسك خالٍ من أي تطرف أو تشدد. ٢- النسك هو وسيلة تساعد في مسيرة التوبة. ٣- النسك هو وسيلة توازن في حياة الإنسان، "ادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ" (مت ٦: ٦)، والنسك يُقلل الارتباط بالأرض ويُزيد الاشتياق للسماء. ٤- النسك يُعتبر وسيلة علاجية، "وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبُطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ" (١كو ٩: ٢٥) ، لأن الضبط يجعل الإنسان يتحرر شيئًا فشيئًا من الارتباط الأرضي ، ويجعله حارسًا لجميع حواسه وأفكاره. ٥- النسك هو وسيلة قوية لنمو القامة الروحية للإنسان، و"طوبى للراهب الذي يرى بفرح وابتهاج خلاصه وخلاص الآخرين" من أقوال القديس إيڤاجريوس البنطي. وتناول قداسة البابا علامات النسك، وهي: ١- الملبس: ملابس الراهب تتميز بالبساطة، ولونها الأسود يرمز إلى الموت عن الدنيا والشهوات. ٢- المسكن: يتميز أثاث القلاية (حجرة الراهب) بالبساطة، مما يجعل الإنسان يشعر برهبنته. ٣- الطعام: الراهب يحفظ نفسه من محبة البطنة (الامتلاء) والحنجرة (أنواع الطعام)، "فَإِنْ كَانَ لَنَا قُوتٌ وَكِسْوَةٌ، فَلْنَكْتَفِ بِهِمَا" (١تي ٦: ٨). ٤- الصمت والكلام: الحرص على الصمت، "الساكن مكانه عند الله في زمرة الملائكة" من أقوال القديس الأنبا أنطونيوس. ٥- ضبط المال: الرهبنة هي حياة فقر اختياري، "لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ" (١تي ٦: ١٠) |
|