لكل وظيفة مزاياها وامتيازاتها، فأحب الكَتَبَة والفرِّيسيُّون المَزايا المرتبطة بوظائفهم، ولكن هذه المزايا والامتيازات أصبحت للكتبة والفِرِّيسيِّينَ أهم من تَأدية العمل بأمانة. لان الدِّين أصبح عندهم في عَصائبهم التي يُعرِّضونها، وفي أرديتهم التي يُطوِّلونها، وفي ابتغاء المقاعد الأولى، وصدور المَجالِسِ وتلقي التَّحيات في السَّاحات. فقد جاء وصفهم واضحًا "يُعَرِّضونَ عَصائبَهم ويُطِّولونَ أَهدابَهم ويُحِبُّونَ المَقعَدَ الأَوَّلَ في المآدِب، وصُدورَ المَجالِسِ في المَجامع، وتَلَقِّيَ التَّحِيَّاتِ في السَّاحات، وأَن يَدعُوَهُمُ النَّاس رابي" (متى 23: 5-7). وصفهم يسوع انهم مراؤون، لأنَّهم عنوا بالأشياء المادية العرضية دون الرُّوحية الجَّوهرية فصّرح قائلا "جَميعُ أَعمالِهم يَعمَلونَها لِيَنظُرَ النَّاسُ إِلَيهم" (متى 23: 5).