مجمع أفسس وإعلان العذراء أم الله ضد بدعة نسطور:
عُقد عام 381م وهو يعتبر ثالث المجامع المسكونية، عُقِد في أفسس بدعوة من امبراطور الشرق ثيودوسيوس الثاني وامبراطور الغرب فالنتينيانوس الثالث بهدف حل المشكلة التي قامت بسبب تعليم نسطوريوس بطريرك القسطنطينية، الذي رفض لقب “أم الله”، وذلك بسبب فكرته الكريستولوجية التي تركّز على كمال طبيعة المسيح البشرية لدرجة الفصل بينها وبين الطبيعة الإلهية؛ لهذا كان يدعو مريم “أم المسيح”، وكان يعتبرها أم يسوع الإنسان وليست أم يسوع الإله. هذا الاعتقاد لم يكن موافقاً لتعليم الكنيسة القائل بوحدة شخص يسوع الإله ـ الإنسان. تحت قيادة كيرلس أسقف الإسكندرية وبتأييد من البابا سيليستينوس الأوَّل، عُقِدَ المجمع دون انتظار أنصار نسطوريوس، فنحّى هذا الأخير من منصبه وأدان تعليمَه، وأكد وحدة شخص يسوع المسيح ذات الطبيعتين الإلهية والإنسانية وبالتالي أكَّد صحة لقب “أم الله” المنسوب إلى مريم والذي كان حاضراً مِن قبل في تقوى شعب الله. أما أنصار نسطوريوس فقد عقدوا مجمعاً مُعارضاً، لكن فيما بعد وفي عام 433 اتفق الفريقان على صيغة اتّحاد مؤقتة.