8مَنْ هَؤُلاَءِ الطَّائِرُونَ كَسَحَابٍ وَكَالْحَمَامِ إِلَى بُيُوتِهَا؟ 9إِنَّ الْجَزَائِرَ تَنْتَظِرُنِي وَسُفُنَ تَرْشِيشَ فِي الأَوَّلِ لِتَأْتِيَ بِبَنِيكِ مِنْ بَعِيدٍ وَفِضَّتُهُمْ وَذَهَبُهُمْ مَعَهُمْ لاِسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكِ وَقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ قَدْ مَجَّدَكِ. ربنا بيوعد أو يتنبأ على فم أشعياء بإن العودة من السبى ومن الهلاك ومن الضياع ستكون بواسطة السفن اللى راجعة من ترشيش , فربنا بيقول زى الحمام ما بيطير علشان يرجع لبيوته , لإن كل جزائر الأرض تنتظر الرب , والسفن القادمة من ترشيش منتظرة علشان تجيب الناس البعاد عن ربنا وترجعهم لربنا , يعنى النبوة بتقول أن سفن ترشيش تجيب البعيد وتقربه لربنا , لكن يونان عمل أيه؟ أخذ سفن ترشيش علشان تبعده عن ربنا , فكل محاولة للهروب عن الله فبيقول فى العدد 3 أنه نزل إلى يافا ووجد سفينة ذاهبة إلى ترشيش , يعنى وجد بالصدفة سفينة ذاهبة إلى ترشيش ووجد بالصدفة والفرصة مهيأة أيضا أنه معاه فلوس فدفع أجرتها فيها ليذهب , وساعات الإنسان بيبقى عارف أن اللى بيعمله ضد إرادة ربنا لكن يتمحك فى شوية شكليات تماما كما فعل يونان , فلو ربنا ماكانش عايزنى أروح ترشيش ماكانش جعلنى أجد السفينة وما كانش يبقى معايا فلوس , لا لا لا ده ربنا موافق على اللى أنا بأعمله والدليل على كده أيه , أن فى سفينة هنا مستنية وأنا كمان معايا الفلوس , يعنى الظروف مهيأة لما الإنسان يخدع نفسه ويقول أن هى دى مشيئة ربنا وهى طبعا مش مشيئة ربنا بل هى مشيئتى الذاتية بس حا ألبس الظروف أن دى إرادة ربنا , يعنى حاجة أنا عايزها وبأضعها فى شكل أن الطريق مفتوح , لكن مش معنى أن الطريق مفتوح أن الطريق صحيح وإن الطريق سليم , لأنه فى مشجعات بإستمرار بتشجعنى على إنى أهرب من ربنا , يعنى اللى عايش غلط بيلاقى اللى يبرر له هذا الغلط , وسنلاحظ فى سفر يونان أن فى أفعال بتختلف يعنى لما ييجى ربنا يبعث الحوت فيقول وأعد الرب حوت ليبتلع يونان ... لكن لم يقل وأعد الرب سفينة ليونان , لكن بيقول وجد سفينة , لكن يونان أتهيأ له أن الموضوع ماشى والظروف مهيأة لكده وليس فقط وجد فلوس ولكن وجد وقت أيضا أن هو يهرب من الله , والحاجة العجيبة فى الإنسان اللى بيختار بمشيئته وبإرادته لازم حا يدفع ثمن خطيته , يعنى يونان عايز يهرب , فكان لابد أنه يدفع ثمن هروبه , يدفعه ماديا (أجرة) علشان يهرب من ربنا , ويدفعه معنويا , وكاد أن يدفع نفسه ثمنا لرغبته , علشان كده اللى عايز حاجة غلط حا يدفع ثمنها ومحدش حا يعمل إرادته ببلاش , فيونان دفع ثمن إرادته من ماله ومن نفسه ومن جهده والموقف اللى تعرض ليه وياريته مات بسرعة لما أترمى فى البحر ودخل جوف الحوت , وكل ثانية مكثها فى جوف الحوت كانت تمثل بالنسبة له دهرمن الزمن , يعنى لو الواحد مات بسرعة بيخلص بسرعة وينتهى وما بيشعرش , لكن واحد يشعر أنه بيموت ببطؤ فى كل لحظة بيموت فيها , وكمان لمدة ثلاثة أيام ده كل ثانية من هذه الثلاثة أيام وأنا مش عارف هو حسبها أزاى وهل كان فى وعيه أنه يحسب أن هو دخل داخل الحوت لمدة ثلاثة أيام , طيب كان بيشوف صبح وليل أزاى؟ تعالوا نتخيل مدى إحساسه باللى دفعه تجاه الإرادة الذاتية اللى هو عايز يعملها وهذه الإرادة الذاتية هى عكس إرادة الله .