10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. ونحن أعداء صالحنا الله بالمسيح يسوع , يعنى المسيح جاء من أجل نجاة الأعداء اللى كانوا بيعادوه , وده اللى ربنا كان عايزه ليونان أنه يكون رمزا للسيد المسيح , لكن يونان هرب ومش عايز هذا المجد لأنه فاكر أن كلمة ربنا تتعارض مع عواطفه ومشاعره وكلمة ربنا أيضا تتعارض مع عقله , ولمعلوماتكم أن يونان ده كان من ضمن الأنبياء القليلين جدا اللى ظهروا فى الجليل , وكلنا فاكرين وعارفين أن السيد المسيح ظهر أيضا من الجليل ومن الناصرة لدرجة قالوا أنظروا أنه لم يقم نبى من الجليل , يعنى من النادر جدا أن يخرج أنبياء من الجليل لأن الأنبياء كلهم كانوا بيخرجوا من اليهودية , لكن يونان صار رمزا للسيد المسيح أنهم الأثنين كانوا من حتة الناصرة لأن جت حافر دى بجوار الناصرة على طول , فإذا كان ربنا بيطلب منا أننا نعمل حاجة معينة أو ننفذ أمر معين , فهو فى واقع الأمر عايز يعطينا كرامة ومجد لكن أحنا ما بنفهمش فبنهرب منه , فيقول لك يا فلان الموضوع ده تعمله لكن أنت شايف عواطفك وعقلك مش متفقين مع الموضوع ده فتهرب منه فتكون أنت الخسران , فلما السيد المسيح يقول لنا أعملوا حاجة معينة ففى واقع الأمر هو عايز يكشف حقيقة قلوبنا , لأنه لما يطلب المحك ده , والأمر ده بالذات , حا يظهر إذا كان فينا ظلمة أو نور وإذا كان فينا حب أو بغضة , أو إن كان فينا إيمان أو عدم إيمان وإن كان فينا طاعة أو عدم طاعة , ولذلك ربنا طلب من يونان وأصر على هذا الطلب , وكان من الممكن جدا أن ربنا يشوف حد تانى يروح لنينوى غير يونان , فلو كان يونان دخل مخدعه ووضع عواطفه ومشاعره وعقله قدام ربنا , كان قدر أن يتخلص من البغضة التى بداخله ناحية نينوى , ومن الخوف اللى بداخله من شعبة اللى حايقولوا ليه إزاى تعمل خير فى الأعداء , وكان قدر يتخلص من محبة الذات والتعصب للوطن والتعصب لآرائه الشخصية , لكن للأسف يونان هرب من ربنا كلية , ولم يقف ليكشف قلبه وفكره ومشاعره قدام ربنا , ولكن حانشوف أزاى ربنا بيأخذه ويجرجره لحد ما يجعله يكشف قلبه ومشاعره قدامه , وصحيح لم يرضى أن يقف ويصلى فى الهيكل أو فى المخدع لكن ربنا جعله يصلى فى جوف الحوت أو فى جوف التجربة كما سنرى لاحقا , يونان لم يستطيع أن يدخل المخدع ولذلك لم يستطيع أن يطاوع , ولذلك فى أوقات كثيرة لما بنصر ونقول أن مهم للإنسان أنه يهدأ ويأخذ خلوته ويحضر صلاته ويثبت فى قرائته فى الكتاب المقدس , وما يقولش أنا زهقت وأنا نعسان وأنا مليت , لأن الزهق والنعسان والملل ما هى إلا وسائل الإنسان بيهرب بيها من المواجهه مع الله , لأنه مش عايز ينكشف على حقيقته فيبتدى يضع لنفسه حجج كثيرة , مش عايز يسمع الكلمة ومش عايز يقف يصلى ومش عايز يحضر إجتماع , ومش عايز يحضر قداس , يضع أسباب كثيرة جدا للهروب لأنه أيضا مش عايز يدخل فى المواجهة بينه وبين نفسه , فبيقول أنه قام يهرب من ربنا , وموقف يونان ده من المواقف الصعبة اللى ياريت كل واحد فينا يسأل نفسه , ياترى أنا بأهرب من ربنا أو ما بأهربش ؟ أو أنا هارب من ربنا والا لأ وهل بتنطبق عليا الآية اللى بيقولها هوشع 7: 13