رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طاعة بفرح وتسبيح "أشكرك يا رب باستقامة قلبي إذ عرفت أحكام عدلك" [7]. إذ يقدس السيد المسيح "الطريق" طرقنا يهبنا "استقامة القلب"، عندئذ يفيض القلب شكرًا وتسبيحًا لله. وكأن استقامة الطرق أو نقاوة القلب لا تنزع عنا الخزي فحسب [6]، وإنما تهبنا حياة الفرح الداخلي الذي يُترجم بالشكر والتسبيح. بغير هذه الاستقامة لن نستطيع أن نشارك السمائيين تسابيحهم مهما رددنا من تسابيح أو ترانيم في مخدعنا أو في الكنيسة... * الذي لم يستقم قلبه بعد، إنما يوجد فيه انحراف، لن يشكر (يحمد) الله ولا يقبل الرب اعترافه. العلامة أوريجينوس يعترف المرتل لله من أجل عمله في حياته حيث يهبه استقامة القلب ويقدم له معرفة أحكامه، فيشكره ويحمده. * هنا لا نجد اعترافًا عن خطايا، بل حمدًا، وذلك كما يقول (السيد المسيح) نفسه الذي ليس فيه خطية: "اعترف لك أيها الآب رب السماء والأرض" مت 25:11. حقًا إذ صارت طرقي مستقيمة أعترف لك، لأنك أنت الذي جعلتها هكذا، وهذا حمد لك لا لي... القديس أغسطينوس تتهلل نفس المرتل إذ "عرف" أحكام عدل الله، وكأن "المعرفة الروحية" التي يتمتع بها المؤمن كهبة إلهية، والتي تدخل به إلي استقامة القلب وتقديس الروح، تهب فرحًا بينما المعرفة العقلية البشرية فتزيد الغم. يقول الجامعة: "لأن في كثرة الحكمة كثرة الغم، والذي يزيد علمًا يزيد حزنًا" جا18:1. شتان ما بين الحكمة البشرية والحكمة الإلهية، أو بين المعرفة الإنسانية والمعرفة الروحية! المعرفة البشرية تكشف الضعف ولا تهب إمكانية إصلاحه، أما المعرفة الإلهية فتفضح ضعفنا لتستر عليه بغنى النعمة ... فنصير "تامين وكاملين، غير ناقصين في شيء" يع4:1. إذ يشكر المرتل الله من أجل ما وهبه من معرفة جديدة إنما يفتح الباب لينال معرفة أعمق وأعظم لأنه كما يقول مار إسحق السريانيإنه ليست عطية بلا زيادة إلا التي بلا شكر. على أي الأحوال نلاحظ خلال هذا المزمور أن المرتل يطلب المزيد من المعرفة والعلم الإلهي. بهذا يؤكد لنا أننا مادمنا على الأرض يليق بنا أن نلتحق بمدرسة السيد المسيح ونجلس عند قدميه كي نتتلمذ له . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | طاعة المثابرة |
مزمور 119 | طاعة بكل القلب |
مزمور 106 | توسل وتسبيح |
مزمور 28 - تمجيد وتسبيح |
مزمور 22 - هذه الكنيسة هي جماعة فرح وشكر وتسبيح |