رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إدمان المعرفة الكتابية. نعم، فلدينا اليوم كثيرون من المؤمنين قد أدمنوا معرفة كل ما هو جديد في كلمة الله، وهذا أمر غاية في الروعة إذا أصبح مؤثِّرًا في حياتنا العملية، لكننا هنا نتكلم عن تلك الفئة التي تمتلك رؤسًا ضخمة جدًا وأرجل قصيرة ونحيلة، أو بمعنى آخر معرفة في الرأس ونقص شديد في السلوك، تلك الفئة التي تنتقل من إجتماع لإجتماع ومن مؤتمر لآخر وتستمع لشتى الخدمات والخدام على شبكة الإنترنت؛ كل هذا في سبيل زيادة المعرفة الكتابية والتفنن في استغلالها واستخدامها في الحديث للتباهي بها وإرسال رسالة خفية لمن يعرفونه ويسمعونه أن لديه معرفة كتابية وثقافة روحية لا يستهان بها، إنهم يذكروننا بما قيل «الأَثِينِوِيُّونَ أَجْمَعُونَ وَالْغُرَبَاءُ الْمُسْتَوْطِنُونَ، فَلاَ يَتَفَرَّغُونَ لِشَيْءٍ آخَرَ، إِلاَّ لأَنْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَسْمَعُوا شَيْئًا حَديثًا» (أع17: 21). فهناك الكثيرون منا في هذه الأيام تفرَّغوا لسماع وحفظ وترديد كل ما هو جديد، دون الشعور بلذة وروعة هذا التعليم. ونتيجة لهذا الأمر، أصبحنا جميعًا نتبادل عبارات كاملة لا نفهم معانيها وأبعادها، وإنما نستخدمها لمجرد الظهور بمظهر العارف والفاهم جيدًا للغة الكتاب، دون حتـى التفكير في معناها الحقيقي أو مصدرها. أدعوك أخي الحبيب أن لا تعيش بكلمات وعبارات تسمو كثيرًا فوق إختبارك في الحياة الروحية، وإنما اجتهد بنعمة الله أن تتذوق ما تسمعه، وتعيش ما تقرأه في كلمة الله، قبل أن تجاهر به في الجلسات والاجتماعات والزيارات؛ حتى يترك كلامك أثرًا حقيقيًا في نفوس سامعيك. |
|