رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يعلق العلامة أوريجينوس على العبارة السابقة قائلًا: ["كرسي مجدٍ مرتفعٌ من الابتداء هو موضع مقدسنا. أيها الرب رجاء إسرائيل كل الذين يتركونك يخزون. الحائدون عني في التراب يُكتبون لأنهم تركوا الرب ينبوع المياه الحية" [12-13]. عندما رأى إشعياء النبي مُلْك الرب قال: "رأيت السيد جالسًا على كرسي عالٍ ومرتفع" (إش 6: 1). إرميا أيضًا رأى السيد الرب وهو يملك، لذلك سبحه قائًلًا: "كرسي مجد مرتفع من الابتداء هو موضع مَقْدِسَنا". إن أردت توجيه هذه الكلمات إلى السيد المسيح لن تكون مخطئًا، وإن وجهتها إلى الآب لن تكون كافرًا. لمخلصنا كرسي مجد مرتفع من الابتداء لأن مملكته هي من فوق، والسيد المسيح هو ُمقدِّسنا لأن المُقَدِّس والمُقَدَّسين جميعهم من واحدٍ (عب 2: 11). هو "رجاء إسرائيل". فكما أنه هو البر الذي يوجد في الإنسان وهو الحق والقداسة، فإنه هو الرجاء. بدون المسيح لا يمكن أن تكون بارًا ولا قديسًا ولا يكون لك رجاء!]. لنترك الحجلة ونرتبط بمخلصنا، فإن من يتركه يخزى، ومن يحيد عنه لا يُسجل اسمه في سفر الحياة ولا يُنقش على كف الله، وإنما في التراب الذي اختاره بنفسه. من ترك السماوي واتحد بالفاسد يصير فاسدًا. ["أيها الرب رجاء إسرائيل". بما أن المخلص هو العدل والحق والقداسة وأيضًا الرجاء، لذلك فإنه غير ممكن أن نكون عادلين بدون السيد المسيح، ولا يمكن أن نكون مُقدسين بدونه، ولا يكون لنا رجاء إذا لم يكن موجودًا في داخلنا، لأنه هو رجاء إسرائيل. "أيها الرب رجاء إسرائيل كل الذين يتركونك يخزون". كل واحدٍ فينا حين يخطئ يترك السيد المسيح... وبارتكابه الظلم "يترك" العدل، وبنجاسته "يترك" القداسة، وبقيامه بالحرب "يترك" السلام، وبالاستسلام للعدو "يترك" الخلاص، وبابتعاده عن الحكمة "يترك" حكمة الله. لذلك كل الذين يتركون الله يلعنهم النبي، مُعرِّفًا إيانا ماذا سيحدث لهم: "كل الذين يتركونك يخزون"، قدر ما يتركون الله يخزون]. |
|