مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ أَنْ يَصْنَعَ رَحْمَةً،
بَلْ طَرَدَ إِنْسَانًا مِسْكِينًا وَفَقِيرًا،
وَالْمُنْسَحِقَ الْقَلْبِ لِيُمِيتَهُ [16].
* هذه هي علامة القسوة المتناهية، علامة الوحشية الشديدة
عندما لا يُصدِر فقط خططًا، وإنما يمارس هذا ضد من كان حاله
يحتاج إلى من يرحمه ويحنو عليه. مثل هذا الشخص في الواقع
ينحدر إلى ضراوة الوحوش المفترسة - أو بالحري يبرهن
على أنه أبشع منها. الهمجية -فوق كل شيء- هي ممارسة لطبيعة
الحيوانات الوحشية. أما هذا الشخص فصادر النبل لممارسة الشر...
بينما لدى الوحوش نوعًا من الحب والحنو على من هم من ذات
فصيلتها وعلى علاقة بها. مثل هذا لا يحترم الطبيعة العامة،
بل يأخذ موقفًا مضادًا ومنحرفًا،
بينما كان يلزم أن يُظهِر الرحمة والرفق والإصلاح.
القديس يوحنا الذهبي الفم