منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 09 - 2012, 03:24 PM
 
أاحمد مكي Male
x Banned x

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  أاحمد مكي غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 106
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : أاحمد مكي
المشاركـــــــات : 2

هذه روح الإنسان المسيحي الذي يعيش في الدنيا غير متبرم ولا متضايق ولا يائس ولا يتمني الموت من أجل الخلاص من الحياة الضيقة، ولكنه يعيش في حياته يحس أن الحياة تستحق أن يعيش الإنسان من أجله، لأنه يحيا في الدنيا ليستعد إلي حياة أخري له هدف في حياته، وله أمل، والأمل واضح والهدف واضح وهو لا يتخلف عن هذا الهدف الواضح. إذن الشهداء حينما استشهدوا لم يكن استشهادهم عن ضيق في الحياة ولا عن تبرم، ولا عن رغبة حقيقية في الموت في ذاته ليتخلصوا من الحياة، كما يحدث للإنسان المنتحر، حاش، إن نفسه ثمينة ومن أجل أن نفسه ثمينة يسع لخلاص نفسه ولكنه إذا رأي أن خلاصه يقتضي أن يقدم حياته من أجل المسيح لا يتأخر نفسي ليست ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي قبلتها من الرب يسوع نفسه ثمينة في ذاته، ومن أجلها يسعي لكي يخلص به، ولكن ليست ثمينة بإزاء رسالته وبإزاء الهدف الذي يحيا المسيحي من أجله في هذه الحياة متطلعا إلي الأبدية متطلعا إلي الآخرة متطلعا إلي جعالة الله العلي، أنا موقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلي ذلك اليوم.

ولذلك فإن مارمينا وغيره من الشهداء كانوا يعذبون في أجسادهم تحرق أجسادهم، تقطع أعضاؤهم والناس من حولهم يتعجبون لأنهم لا يرون علي وجوه هؤلاء الشهداء علامة ضيق أو ألم، لدرجة أن نيرون مرة قال: تبا لهؤلاء الأوغال، كيف يقابلون الموت بالابتسامة؟!! كان الأمر بالنسبة له عجبا كيف يقابل المسيحيون الشهداء الموت بابتسامة، لم يعرف نيرون، ولا يعرف أهل العالم السعادة التي يعيش فيها السعداء والشهداء في بواطنهم، في اللحظة التي تقع عليهم الضربات والإهانات والشتائم، هناك لذة روحية، لذة عقلية، هناك شخوص إلي السماء ينسيهم الآلام التي من حولهم، ويخفف عنهم لأن عقولهم مركزة في السماء، لأن قلوبهم مرتفعة إلي فوق، لأنهم في عالم الروح لا يشعرون أهم في الجسد أم خارج الجسد.

أحد الشهداء حينما قيدوه بالسلاسل انحني يقبل السلاسل، وهذا يريكم نظرة الشهداء إلي الاستشهاد نظرة سعيدة، يقبل السلاسل التي يقيد بها كأنها قطع من ذهب توضع في معصميه أو توضع في رجليه، لا ينظر إليها علي أنها قيود وسلاسل، إنما يتطلع إليها علي أنها بركة أنعم بها عليه حتى يكون للمسيح شهيد، وحتى يترتب علي إيمانه وصبره واستشهاده إيمان الكثيرين من الآخرين المحيطين به، وبهذا يكون كارزًا باسم سيده، كارزًا بصمته كارزًا باحتماله وصبره وآلامه.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
النيروز | نظرة الشهداء إلي الاستشهاد نظرة سعيدة
"أفكار الله" فتشير إلى نظرة يسوع التي تتوافق مع نظرة الله
تنفيذ الوصية فى حياة القديسين هو فى درجة الاستشهاد
نظرة القديسين إلى الاستشهاد
انظر الى كل أخ نظرة القلب وليس نظرة العين


الساعة الآن 12:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024