رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لم يعرف إرميا النبي أعمالهم فقط، وإنما ما هو أعظم عرف مركزه الجديد، أنه صار رمزًا لحمل الله الذي يُساق للذبح من أجل خلاص الغير، فيترنم قائلًا: "وأنا كخروفٍ داجنٍ يُساق إلى الذبح، ولم أعلم، انهم فكروا عليّ أفكارًا، قائلين: لنهلك الشجرة بثمرها، ونقطعه من أرض الأحياء، فلا يُذكر بعد اسمه" [19]. كلمة "خروف" في العبرية هنا استخدمت 116 مرة في العهد القديم، كلها فيما عدا خمس حالات اُستخدمت كذبيحة، لذلك ترجم البعض كلمة "يساق إلى الذبح" أو "يُساق كذبيحة" مع أن الكلمة العبرية تعني الذبح العادي . حسبوه حملًا وديعًا، يقتلوه فلا يُذكر بعد اسمه، ولم يدركوا أنه رمز للسيد المسيح الذي بقتله يملك على القلوب، ويمزق بصليبه الصك الذي كان علينا ويجرد الرياسات والسلاطين ويشهرهم جهارًا ظافرًا بهم في صليبه (كو 2: 15). صار رمزًا للسيد المسيح الذي قيل عنه: "والرب وضع عليه إثم جميعنا؛ ظُلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه، كشاة تُساق إلى الذبح وكنعجة صامته أمام جازيها فلم يفتح فاه. من الضغطة ومن الدينونة أُخذ؛ وفي جيله من كان يظن أنه ُقطع من أرض الأحياء، أنه ُضرب من أجل ذنب شعبي" (إش 53: 6-8). يقول العلامة أوريجينوس: [يتكلم السيد المسيح عن نفسه: "وأنا كخروفٍ داجنٍ يُساق إلى الذبح ولم أعلم". لم يذكر ما هو الشيء الذي لا يعلمه. فهو لم يقل: "ولم أعلم الخير" أو "ولم أعلم الشر" أو "ولم أعلم الخطية"، وإنما قال فقط: "ولم أعلم". بذلك ترك لك مهمة البحث عن الشيء الذي لم يعلمه. لكي تعرف ذلك الشيء، تأمل هذه العبارة: "لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا" (2 كو 5: 21).معرفة الخطية معناها السقوط فيها، تمامًا مثل معرفة الحق أي ممارسته. من يتحدث عن الحق ولا يمارسه لا يعرف الحق ]. |
|