«فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلَهِي،
لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ»
(إش61: 10)
الفرح عند الصليب
هنا يصل التناقض إلى ذروته، وتبلغ المفارقة قمتها التي لا نستطيع سبر أغوارها. فما أدراك ما الصليب وأهوال الصليب! إن مجرد تصوُّر هذه الأهوال في جثسيماني جَعَلَتهُ يحزن ويكتئب ويقول لتلاميذه: «نفسي حزينة جدًا حتى الموت»؛ ثم «يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض» (لو22: 44)، فهل هناك فرح بالصليب؟!
نعم! بل إننا لا نقرأ عن المسيح مسبِّحًا إلا وهو بصدد الذهاب إلى الصليب «ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون» (مت 26: 30)! ونقرأ في رسالة العبرانيين: «من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينًا بالخزي» (عب12: 2). إنه سروره بتتميم مشيئة الله وإكمال العمل الذي أعطاه ليعمل (يو17: 4). وهو السرور أن يأتي بنا أبناء كثيرين إلى المجد، ثمرًا لجهاده وآلامه على الصليب (عب2: 10).