رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قَائِلًا: لاَ تَمَسُّوا مُسَحَائِي، وَلاَ تُسِيئُوا إِلَى أَنْبِيَائِي [15]. لم نسمعْ عن أحد الآباء الأولين قد مُسِحَ بدهن ملوكي، لكنهم كانوا ممسوحين بروح الله القدوس لرسالة تمس خلاص البشرية. يتساءل القديس أغسطينوس كيف يمكن دعوة إبراهيم وإسحق ويعقوب مسحاء، مع أنه لم يكن بعد قد عُرفتْ المسحة التي صار الملوك يُمسَحون بها، ويدعون مسحاء. ويجيب أنه سريَّا يُحسبون هكذا، فإنه وإن كان جسد المسيح جاء منهم، فإن المسيح نفسه، أي الكلمة قَبْل التجسد، كان قبلهم. وذلك كما قال لليهود: "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو 8: 58). وقد أعلنوا عن الرب مُقَدَّمًا. فإنه لن يمكن لأحدٍ أن يتصالح مع الله خارج ذاك الإيمان الذي في المسيح يسوع، سواء قبل تجسده أو بعده. وقد أوضح الرسول ذلك بقوله: "لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح" (1 تي 2: 5) * يا للعار بالنسبة لليهود الذين يقولون ما لم يُدهَن الشخص بدهن ملوكي لا يمكن أن يُدعَى "مسيحًا". يقولون إن ربنا ليس المسيح، لأنه لم يُمْسَحْ بزيوت ملوكية. لكن قبل الشريعة لم يُدهَن البطاركة بدهن ملوكي، ومع هذا يدعو مسحاء. المسحاء هم الذين يمسحهم الروح القدس، لهذا بحق يُدعَى ربنا المسيح. ينكرون هذا ، وهم في هذا يضادون الأسفار المقدسة. القديس جيروم * يحمل المستنيرون (المُعَمَّدون) ملامح قوة المسيح وصورته. التشبُّه بشكل الكلمة (المسيح) يُطبَعُ عليهم، وتتحقق فيهم خلال المعرفة الأكيدة والإيمان. هكذا يؤكد المسيح روحيًا في كل أحدٍ. ولهذا فإن الكنيسة تتمخض حتى يتصور المسيح فينا (غل 4: 19)، كأن كل واحدٍ من القديسين، إذ يشترك في المسيح يلد مسيحًا. بهذا المعنى قيل في الكتاب المقدس: "لا تمسوا مسحائي، ولا تسيئوا إلى أنبيائي". هؤلاء الذين يتعمدون في المسيح يصيرون كما لو كانوا مسحاء آخرين، وذلك خلال شركة الروح. الأب ثيؤدوسيوس من فليبي * "جعلنا لنكون على صورة جسد مجده" (في 3: 21)، حيث أننا نصبح "شركاء المسيح" (عب 3: 14). وبحق دُعيتم للمسيح، وعنكم قال الله: "لا تمسُّوا مسحائي، ولا تسيئوا إلى أنبيائي" (مز 105: 15). جُعلتم مسحاء بقبولكم خِتْم الروح القدس. وكل الأشياء عُمِلتْ فيكم امتثالًا (بالمسيح)، لأنكم صورة المسيح. هو اغتسل في نهر الأردن، ونشر معرفة ألوهيته في الماء، وصعد منه وأضاء عليه الروح القدس في تمام وجوده، وحلّ كذلك عليه. ولكم أنتم فشبه ذلك بعد أن صعدتم من بركة المياه المقدسة صار لكم دهن شبه الذي مُسِحَ به المسيح. وهذا هو الروح القدس الذي قال عنه المطوَّب إشعياء في نبوته عن شخص الرب: "روح السيد الرب عليّ، لأن الرب مسحني" (إش 61: 1) . القديس كيرلس الأورشليمي * كثيرًا ما يحدث أن يرغب إنسان في الإساءة إلى آخر، ولأن الله لا يسمح له بذلك تُبْطَل مشورته. وهكذا فإن مشيئات الناس توضع فقط تحت الاختبار. فكم من مؤامرة شر دُبرتْ للآباء القديسين، ولأن الله لم يسمحْ بها فلم يقدر أحد أن يسيء إليهم كما هو مكتوب: "لم يدع إنسانًا يظلمهم، بل وبَّخ ملوكًا من أجلهم قائلًا: لا تمسُّوا مسحائي، ولا تسيئوا إلى أنبيائي" (مز 104: 14-15). وحينما كان يريد أن يُظهِر قدرته كان يحرِّك بالشفقة قلوب الذين لا شفقة عندهم، كما هو مكتوب في سفر دانيال: "وأعطى الله دانيال نعمةً ورحمةً عند رئيس الخصيان" (دا 9:1). القديس زوسيما |
|