في المثل الثاني يقول الوحي: «أَرَأَيْتَ رَجُلاً حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ؟ الرَّجَاءُ بِالْجَاهِلِ أَكْثَرُ مِنَ الرَّجَاءِ بِهِ!» (أمثال26: 12). لأن قلبي خدَّاع ونجيس، فمن السهل جدًّا أن أُعجَب بنفسي وبإمكانياتي وبمواهبي وبممتلكاتي، وكأنني أنا مصدرها: «لأَنَّهُ مَنْ يُمَيِّزُكَ؟ وَأَيُّ شَيْءٍ لَكَ لَمْ تَأْخُذْهُ؟ (أي لم تأخذه من آخر؛ هو الله، واهب كل شيء). وَإِنْ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ (من الله) فَلِمَاذَا تَفْتَخِرُ كَأَنَّكَ لَمْ تَأْخُذْ؟!» (1كورنثوس4: 7). لذلك فالشخص الجاهل له الرجاء به أكثر مِمَّن يظن في نفسه أنه حكيم ويتعامل مع الآخرين بتَعَالٍ وكأنه الأفضل؛ لأن الجاهل على الأقل يعلم ويُقِر بحقيقة نفسه، أما مَن يظن أنه حكيم فيخدع نفسه لأنه إن «كَانَ أَحَدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ يَعْرِفُ شَيْئًا فَإِنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ شَيْئًا بَعْدُ كَمَا يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ!» (1كورنثوس8: 2).