رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القداسة العملية وأهميتها اتبعوا .... والقداسة التي بدونها لن يرى أحدٌ الرب ( عب 12: 14 ) ما هي القداسة المُشار إليها هنا؟ للإجابة على هذا السؤال، علينا أن نتذكَّر أن العهد الجديد استخدم القداسة بالنسبة إلى المؤمنين بثلاثة طرق مختلفة على الأقل: أولاً: يصبح المؤمن صاحب مقام مقدس لحظة اهتدائه؛ فإنه يتم فصله لله من العالم ( 1كو 1: 2 ؛ 6: 11). إنه باتحاده بالمسيح يتقدس إلى الأبد. وهذا ما قصده مارتن لوثر بقوله: إن قداستي هي في السماء. فالمسيح هو قداستنا من جهة مقامنا أمام الله. ثم هناك القداسة العملية ( 1تس 4: 3 ؛ 5: 23). وهذا ما ينبغي لنا أن نكون عليه يوميًا. نحتاج إلى أن ننفصل عن كل أشكال الشر، وهذه القداسة يجب أن تكون تدريجية، بمعنى أنه يجب أن ننمو أكثر فأكثر على شبه المسيح كل حين. أخيرًا، هناك القداسة الكاملة. وهذه تتم عندما يمضي المؤمن إلى السماء، عندئذٍ يتحرر من الخطية إلى الأبد ويتخلَّص من طبيعته الساقطة، وتمسي حالته متجانسة بالتمام مع مقامه. والآن، أية قداسة علينا أن نتبع؟ طبعًا، القداسة العملية هي المقصودة هنا. فنحن لا نسعى في أثر قداسة المقام لأنها تصبح لنا عند ولادتنا الجديدة. كما أننا لا نطلب القداسة الكاملة التي لن تكون من نصيبنا إلا عندما نُعاين وجهه الجليل. أما القداسة العملية أو التدريجية، فهي أمر يتعلق بطاعتنا وبتجاوبنا. نحن نحتاج إلى اكتساب هذه القداسة باستمرار. وكوننا نحتاج إلى اتباع القداسة، فهذا برهان على أننا لن نبلغ ذلك بشكل كامل في هذه الحياة. لكن، تبقى أمامنا صعوبة. هل صحيح أننا لا نستطيع أن نرى الرب من دون قداسة عملية؟ نعم هذا يصحّ؛ ولكن هذا لا يعني أننا نعيش في حياة مقدسة لنكسب حق رؤية الله، فيسوع المسيح وحده هو الذي يخولنا حق الدخول إلى السماء. إن مغزى هذه الآية هو أن القداسة العملية هي برهان على الحياة الجديدة في الداخل. إن الإنسان الذي لا ينمو أكثر فأكثر في القداسة، لا يكون مُخلَّصًا. فعندما يسكن الروح القدس في الإنسان، يُظهر الروح حضوره بواسطة حياة مقدسة (منفصلة عن الشر وشبهه). إنها مسألة سبب ونتيجة. فإن كان قد قَبِل المسيح، فلا بد من أن تجري منه أنهار المياه الحية. |
|