منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 07 - 2023, 11:55 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

مزمور 102 | نحيب جماعي






نحيب جماعي

أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ، فَإِلَى الدَّهْرِ جَالِسٌ،
وَذِكْرُكَ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ [12].
مع شعور المرتل أن حياته صارت كظلٍ سريع الزوال، يعترف بسرمدية الله، وأنه قائم إلى الأبد، يستحق أن يذكره السمائيون والأرضيون على الدوام.
* أنت يا رب ولو أنك صرت إنسانًا، لكنك إلى الأبد ثابت، لتنزهك عن الخطية الجالبة للفساد. وبما أنك إله أيضًا وذكرك لم يزل مؤيدًا إلى جيلٍ وجيلٍ.
الأب أنسيمُس الأورشليمي



أَنْتَ تَقُومُ وَتَرْحَمُ صِهْيَوْنَ،
لأَنَّهُ وَقْتُ الرَّأْفَةِ،
لأَنَّهُ جَاءَ الْمِيعَادُ [13].
يرى البعض أنه إذ طال وقت السبي واشتدت الظلمة جدًا، فقد حان وقت تحقيق الوعد الإلهي بالعودة. لقد اعتاد الله أن يظهر في الهزيع الأخير حين تفشل كل الأذرع البشرية، ليعلن عن حبه ورحمته ورأفته بخليقته. قال دانيال النبي وهو في أرض السبي: "أنا دانيال، فهمت من الكتب عدد السنين التي كانت عنها كلمة الرب إلى إرميا النبي لكمالة سبعين سنة على خراب أورشليم" (دا 9: 2).
يرى الأب أنسيمُس الأورشليمي أنه وإن كان قد تجسد كلمة الله وتألم وصُلب، لكنه إذ قام من الأموات صنع رأفة على صهيون التي هي جماعة المؤمنين.
* "لأنه وقت الرأفة، لأنه جاء الميعاد". وذلك إما بسبب التوبة فهو وقت الرحمة، أو لأن هذه العبارة تشير إلى المجيء الثاني للمخلص. ليت ذاك الذي يتوب يكون له الثقة، لأن وقت الخلاص قد حلّ، الرب رحوم وحنان.
القديس جيروم



لأَنَّ عَبِيدَكَ قَدْ سُرُّوا بِحِجَارَتِهَا،
وَحَنُّوا إِلَى تُرَابِهَا [14].
اشتهى بعض المسبيين يوم رجوعهم إلى أورشليم لبناء مدينة الله والهيكل المقدس. إنها صرخة كل قلبٍ ملتهب بحب الله وهو يرى قلوب البشر قد تحطمتْ، مشتهيًا قيام ملكوت الله في كل إنسانٍ بالإيمان الحي العملي.
يرى الأب أنسيمُس الأورشليمي أن صهيون هي كنيسة المسيح، أي جماعة المؤمنين. أما حجارتها فهي الرسل الأطهار والمعلمون الذين شيدوا بنيانها، وترابها هم الذين سيرتهم سفلية ترابية. وأما عبيد الله الذي سُروا بحجارتها فهم الأنبياء الذين يسرون بالرسل الذين جاءوا يحملون ذات آرائهم، وينحنون نحو الترابيين لأجل خلاصهم، كما تنحني الأم نحو أبنائها.
* أفهم بحجارة صهيون كل الأنبياء،
فقد كان هناك صوت الكرازة
قد بُعث قبله وبعد ذلك خدمة الإنجيل،
الذي بكرازتهم عُرِفَ المسيح.
القديس أغسطينوس

* الحجارة هي القديسون، والتراب من جانب آخر
هم الخطاة الذين يحتاجون إلى مراحم الرب المتحنن.
القديس جيروم



فَتَخْشَى الأُمَمُ اسْمَ الرَّبِّ،
وَكُلُّ مُلُوكِ الأَرْضِ مَجْدَكَ [15].
إن كانت قوات الظلمة تظن أنها قادرة لا أن تُحَطِّم كنيسة الله، بل وتبتلعها كنهرٍ جارفٍ يبتلع الكثيرين، فإن النبي إشعياء يصرخ: "حسب الأعمال هكذا يجازي مبغضيه سخطًا، وأعداءه عقابًا، جزاءً يجازي الجزائر. فيخافون من المغرب اسم الرب، ومن مشرق الشمس مجده، عندما يأتي العدو كنهرٍ فنفخة الرب تدفعه" (إش 59: 18-19).
إنه بالحق يحطم عداوتهم، ويعلن مخافته فيهم، فيؤمنون به، ويصيرون أعضاء في كنيسته المقدسة. يريد الله أن جميع الناس يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون (1 تي 2: 4).
لقد حلّ موعد الرأفة بمجيء السيد المسيح مخلص العالم، فانكشفت النبوات بتحقيقها بمجيئه وعمله الخلاصي. بهذا فرح عبيد الرب بالحجارة الحية، التي هي جماعة الأنبياء.
كما خُلق آدم من التراب، تجددتْ الخليقة أيضًا لمجيء المخلص، وإقامة كنيسة العهد الجديد كما من التراب "حنوا إلى ترابها" [14]، وأقيم حائط في بيت الرب، إذ صار التراب حجارة حيَّة مبنية في بيت الرب. الآن انجذب الأمم إلى الإيمان وصار فيها مخافة الرب، وصار حائطًا جديدًا يرتبط بالحائط الأول خلال حجر الزاوية (أف 2: 5).
* الأمم التي لم تكن أولًا تخشى الله الحقيقي، ولا تعرف قدرته، بعد أن تلمذها الرسل، وعرَّفوها به، وعمدوها، صارت تخاف الرب خوفًا خلاصيًا، الذي هو بدء الحكمة.
عرف ملوك الأرض كلهم مجد الله، هؤلاء الذين كانوا يسودون على الممالك. وأيضًا الذين صار لهم سلطان على شهوات الجسد وانفعالات النفس، وضبطوها (عرفوا مجد الله). لكن أن يبقى منهم من لم يعرف حتى الآن مجد إلهنا، ففي حضوره العتيد، لن يكون من لا يعاين مجده.
الأب أنسيمُس الأورشليمي



إِذَا بَنَى الرَّبُّ صِهْيَوْنَ،
يُرَى بِمَجْدِهِ [16].
جاء الحديث هنا كأمرٍ قد حدث فعلًا. ففي وسط الآلام يعلن المؤمنون أن الخلاص قد تحقق، والعداوة قد زالت، والأشرار يَقْبَلون الإيمان ويصيرون قديسين!
* كما أن العبرانيين الذين أخذهم أهل بابل أسرى، وصاروا يشتاقون إلى أوطانهم، ويشتهون أن يروا الحجارة التي بقيت بعد خراب أورشليم، وكانوا يتضرعون إلى الله، لكي يرجعوا إليها ويبنوها ويرفعوا مجده فيها، هكذا الطبيعة البشرية عندما أسرها المحتال، وخرَّب ما كان يسيجها (كأسوار)، ويحوط بها من نواميس الله وشرائعه وحمايته لها، صارت بواسطة أنبيائه وأتقيائه تتضرع باشتياق زائد وتلتمس الرجوع إلى ما كان عليه بنيانها... فربنا بحضوره إلى العالم بالجسد أعاد قيامتها ورفع بنيانها، وشيّد أركانها، وزيَّنها وأظهر فيها مجده، وحقق كل ما طلب منه أصدقاؤه لأجلها، وما سبق فوعدهم به عنها.
الأب أنسيمُس الأورشليمي

* "سيبني الرب صهيون" (راجع مز 102: 16). هذا العمل يتحقق الآن.
يا أيها الحجارة الحية، اجروا إلى عمل البناء لا الهدم. صهيون تُبنَى، احذروا الأسوار المتهدمة. البرج يُبنَى في صهيون، ماذا يحدث؟ "يُرَى (الرب) بمجده" (مز 102: 16). لكي يبني صهيون، ويضع أساسات صهيون، نُظر في صهيون، ولكن ليس في مجده. "نظر إليه، لا صورة له ولا جمال" (إش 53: 2). ولكن بالحق عندما يأتي مع ملائكته ليدين (مت 25: 31)، ألا يتطلع إليه الذين طعنوه؟ ولكن الوقت متأخر، إذ يكونون في ارتباك، هؤلاء الذين رفضوا الارتباك مبكرًا والتوبة السليمة.
القديس أغسطينوس





الْتَفَتَ إِلَى صَلاَةِ الْمُضْطَرِّ،
وَلَمْ يَرْذُلْ دُعَاءَهُمْ [17].
يكتب المرتل بلغة اليقين أن الله قد التفت فعلًا إلى الأعزل، الذي يعاني من الحرمان، واستجاب إلى طلبته وصلاته.
شتان ما بين مشاعر المرتل في بداية صلاته، ومشاعره وهو في وسط الصلاة. في البداية كان يشعر كأن الله قد حجب وجهه عنه، فيصرخ ليميل أذنيه إليه ويستمع إلى صرخات قلبه. أما الآن فيشعر أنه متكئ على صدر الله الذي استجاب له.
* أعني أنه صنع الخلاص للعالم بطلبة أتقيائه القائلين: أسرع وأفتقد الأمم.
الأب أنسيمُس الأورشليمي



يُكْتَبُ هَذَا لِلدَّوْرِ الآخِرِ،
وَشَعْبٌ سَوْفَ يُخْلَقُ يُسَبِّحُ الرَّبَّ [18].
عوض الصراخ إلى الله، الآن يعلن أن ما يشتهيه،
ليس تمتعه بالخلاص من الضيق، وإنما أن تسبحه الأجيال المقابلة،
وهي تذكر معاملات الله مع كنيسته عبر العصور.
* أعني أن هذا المزمور وسائر نبوات الأنبياء تُحرَّر وتُصان مذخورة ليُخبَر بها الجيل المُقْبِل، ويدل بهذا القول على الجيل الذي آمن بالمسيح، وقد حرَّر بطرس الرسول في رسالته الأولى: "الخلاص الذي فتَّش وبحث عنه أنبياء، الذين تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم، باحثين أي وقت أو ما الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم، إذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها. الذين ُأعلن لهم أنهم ليس لأنفسهم (الأنبياء) بل لنا كانوا يخدمون بهذه الأمور" (1 بط 1: 10-12)... وهو جيل المؤمنين من ذوي الختان ومن الأمم الذين قد تجددت خلقتهم بالمسيح.
بقوله: الشعب الذي يُخلَق، يدل على إعادة خلقتنا بالمعمودية المقدسة، وانتقالنا من الخلقة الخاصة بالأرضيين إلى الخلقة الروحية العلوية.
الأب أنسيمُس الأورشليمي


لأَنَّهُ أَشْرَفَ مِنْ عُلْوِ قُدْسِهِ.
الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ نَظَرَ [19].
ما يشغل فكر الله في سماواته هو الإنسان المتألم والمتواضع:
"وإلى هذا أنظر، إلى المسكين والمنسحق الروح
والمرتعد من كلامي" (إش 66: 2).




لِيَسْمَعَ أَنِينَ الأَسِيرِ،
لِيُطْلِقَ بَنِي الْمَوْت [20].
خلق الله الإنسان بإرادة حرة مقدسة، ويود أن يهبه دائمًا الحرية، حتى بعد أن أفسدها الإنسان بإرادته. إنه ينصت إلى أنَّات كل أسير مُكَبَّل بالقلق أو الخطية أو بأسر إبليس أو الموت الأبدي. جاء في إشعياء النبي: "أنا الرب، قد دعوتك بالبرّ، فأمسك بيدك وأحفظك، وأجعلك عهدًا للشعب ونورًا للأمم، لتفتح عيون العمي، لتُخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن، الجالسين في الظلمة" (إش 42: 6-7). "هكذا قال الرب: في وقت القبول استجبتك، وفي يوم الخلاص أعنتك. فأحفظك، وأجعلك عهدًا للشعب لإقامة الأرض، لتمليك أملاك البراري، قائلًا للأسرى اخرجوا. للذين في الظلام اظهروا" (إش 49: 8-9).
* سمع، أي استجاب تنهد وتضرع المقيدين بسلاسل رق الشيطان.
وقوله "ليطلق بني الموت"، أي بني البشر الذين ساد عليهم الموت، لأن الذين آمنوا بالمسيح وانحلوا من أسرهم، كانوا بني الذين ماتوا في عدم إيمانهم.
الأب أنسيمُس الأورشليمي


لِكَيْ يُحَدَّثَ فِي صِهْيَوْنَ بِاسْمِ الرَّبِّ،
وَبِتَسْبِيحِهِ فِي أُورُشَلِيمَ [21].
إذ يُكرَز باسم الرب، فإن هذه الكرازة هي لحساب
البشرية كي تتهلل وتفرح به "بتسبيحه في أورشليم".


عِنْدَ اجْتِمَاعِ الشُّعُوبِ مَعًا،
وَالْمَمَالِكِ لِعِبَادَةِ الرَّبِّ [22].
بدأ المرتل بالصراخ إلى الرب لكي ينقذه من الضيق الذي حلّ به،
لكن إذ سمع الرب صلاته قدَّم له شهوة قلبه، أن تَقْبَل الأمم
والشعوب الإيمان بالمخلص. لم يقف الأمر عند تحرير الشعب
من السبي البابلي، بل امتد إلى تحرير البشرية من سبي إبليس.


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 118 | ختام جماعي
مزمور 118 | حمد جماعي
مزمور 115| اعتراف جماعي
مزمور 95 | نشيد جماعي
مزمور 53 - فساد جماعي


الساعة الآن 08:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024