1-التدشين هو التكريس أي التقديس والتخصيص لله ...
فتصير الأيقونة بعد تدشينها أداة مقدسة لإعلان حضور الله بفعل الروح القدس. لذلك وجب تكريمها والتبخير أمامها وتقبيلها بكل وقار.
2-يقوم بطقص التدشين الأب الأسقف وليس غيره ...
والأصل في ذلك كل أعمال الكهنوت كالمعمودية والافخارستيا وسيامات الكهنوت والشمامسة والتدشين والزواج وغيره كان يقوم بها الأب الأسقف ويعاونه في ذلك الأباء الكهنة ... وعندما اتسعت المسيحية وكثر المؤمنون زظهرت الحاجة إلى ممارسات كهنوتية في كل مكان. وفي أطراف الإيبارشيات, سمح للكاهن بأن يمارس الممارسات المتكررة كتلمعمودية والافخارستيا والزواج ومسحة المرضى وغيره ....
أما الطقوس التي قد تمارس مرة واحدة في العمر وفي مناسبات نادرة مثل تدشين الكنائس والمعموديات والأيقونات وأواني المذبح فظلت من اختصاص الأسقف بالإضافة إلى سيامة الكهنوت والشمامسة.
3-في الصلاة التي يصليها الأب الأسقف لتدشين الأيقونة يذكر الأساس الكتابي واللاهوتي لعمل الأيقونات.
أولاً: الأساس الكتابي:
"أيها السيد الرب الإله ضابط الكل أبا ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي من قبل عبده موسى أعطانا الناموس منذ البدء أن يضع في قبة الشهادة (خيمة الاجتماع) نماذج للشاروبيم (تماثيل) هؤلاء الذين يغطون بأجنحتهم على المذبح. وأعطيت حكمة لسليمان من جهة البيت الذي بناه لك في اورشليم" وهنا في إيجاز تذكر الكنيسة مرجعها الكتابي في عمل الأيقونة ... وكأنها ترفع أذهان المؤمنين أن يراجعوا في الكتاب كل الزينة والنقوش التي عملها كل من موسى وسليمان عند بناء بيت الله سواء أيام أن كان خيمة أو عندما بني كحجارة.
ثانياً: الأساس اللاهوتي:
"وظهرت لأصفيائك الرسل بتجسد ابنك الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ليبنوا لك كنائس وأديرة على اسم قديسيك وشهدائك" وهنا تبرز الكنيسة أن الأساس الخريسيتولوجي الذي تبنى عليه الكنائس وما فيها هوظهور الإبن الوحيد وتجسده كما سبق أن شرحنا في هذا المقال.
ثالثاً:عمل الروح القدس:
"من أجل هذا نسأل ونطلب منك يا محب البشر أرسل روحك القدس على هذه الصور التي للقديسين أو (للشهداء) (الفلانيين)".
وإننا نؤمن إيماناً قاطعاً أن الروح القدس يحل على الأيقونات بالصلاة وبالدهن بالميرون فيقدسها ويؤهلها للكرامة والتوقير اللذين تستحقا فيرشم الأسقف الأيقونات بالميرون وينفخ فيها نفخة الروح القدس قائلاً "فليكونوا ميناء الخلاص. ميناء ثابت ... لكي من يتقدم إليهم بأمانة (بإيمان صادق) ينال نعمة من الله بواسطتهم لمغفرة الخطايا".
أنه تعبير رائع تطلقه الكنيسة على الأيقونة إنها ميناء إنها ميناء خلاص وميناء ثبات لكل نفس متعبة في بحر العالم المتلاطم الذي يزعج سلامنا وأمننا ويهددنا بالغرق في الخطية والمشاكل والهموم الدنيوية ... فتلجأ النفس إلى أيقونات القديسين لترى فيهم إشعاعات النور الإلهي ...
وترى فيها إلهام النصرة والطهارة فتشجع النفس وترتقي إلى السماويات ماسكة برجاء المجد ... ناظرة إلى رئيس الإيمان ومكمله الرب يسوع ...
خاتمة الصلاة:
"لأنه مبارك ومملوء مجداً اسمك القدوس أيها الأب والابن والروح القدس الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور أمين".
حقاً القديسون يمجدونك يا رب وبمجد ملكوتك ينطقون, ... ووجودهم بيننا في الكنيسة هو برهان مجد الله "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (مت16:5).
لذلك تعتبر الكنيسة أن تدشين الأيقونة هو مباركة وتمجيد لأسم الله القدوس ... ولذا عندما يلتف المؤمنون إلى كرامة القديسين ومجدهم ترتفع أنظارهم إلى السماء ليمجدوا أسم الله ويباركونه ... لك المجد في جميع القديسين آمين.