إن كان داود يحسب أحد أبطال الإيمان العظماء لكنه في هذا الأصحاح يظهر في لحظات ضعف إيمان جلبت عليه متاعب كثيرة. كثيرًا ما يقدم لنا الكتاب المقدس داود لنقتدي به في عظم إيمانه، أما هنا فيعلمنا أن لكل إنسان لحظات ضعف فيها يسقط لا ليستسلم في يأس وإنما ليقوم بالرغم مما ترتب على سقوطه من من متاعب داخلية وخارجية.
لقد فكر داود في أعماقه أن يفلت مع أسرته ورجاله إلى أرض الفلسطينيين فييأس شاول منه ولا يفتش عليه، فينجو، وأخذ قراره بالذهاب إلى أخيش جت [3]. لعل أخيش بن معوك المذكور هنا هو خليفة أخيش الوارد في (1 صم 21: 10). في المرة السابقة شك الملك في أمره لأنه جاء بمفرده يتجسس ويخطط ضده، أما في هذه المرة فجاء مع أسرته وستمائة جندي محارب بأسرهم، لم يكون داود سيء النية إذ تصعب عليه الحركة مع الأسرة، لذا حسب قوة ينتفع بها كحليف له، خاصة أن مطاردة شاول لداود صارت علانية ومتكررة عرفتها الأمم المحيطة، مما طمأن قلب أخيش من جهة داود ورجاله.