منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 07 - 2023, 04:59 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

صموئيل النبي | قام شاول ونزل إلى البرية



داود يرفض قتل شاول:

للمرة الثانية جاء الزيفيون إلى شاول للغدر بداود إذ كان مختفيًا في تل حخيلة مقابل القفر.
ظن بعض الدارسين أن الحادثة الواردة هنا هي تكرار لذات الحادثة السابقة الواردة في الأصحاح 24، لكن مع تشابه بعض الجوانب في الحادثتين فإنه يوجد اختلاف واضح بين تفاصيل الحادثتين كما سبق أن رأينا في مقدمة السفر.
للمرة الثانية يغدر الزيفيون بداود، وقد قام شاول ونزل إلى البرية زيف ناسيًا ما قدمه له داود من لطف حين كان بين يديه في الكهف ولم يصنع به شرًا. نسى شاول كيف تصاغر في عيني نفسه أمام كرم داود واتضاعه وأدبه حتى صرخ وبكى طالبًا من داود أن يقطع معه عهدًا. الآن قد سحبه قلبه الشرير إلى الغدر كعادته، الأمر الذي لم يصدقه داود بسبب العهد الذي قطعاه معًا في ذات برية زيف. لم يهرب داود من البرية بل أرسل جواسيس للتأكيد إن كان شاول بالفعل قد جاء [4].
عندما تأكد داود أن شاول كسر العهد وجاء برجاله ليقتلوه، لم يخف بل في شجاعة نادرة أخذ معه أبيشاي بن صروية وأخيمالك الحثي. نظر داود إلى المكان الذي نزل فيه شاول، ورآه وهو على تل وإذ بشاول وحراسه نائمون عند المتراس وهو حاجز من الحجارة أو التراب أو الخشب يختفي وراءه الجنود عند الحرب للحماية من ضربات العدو.
كان شاول وجنده وراء المتراس لكن النعاس غلبهم؛ اتكلوا على القوة الزمنية لكنهم غُلبوا حتى من طبيعتهم فلم يقدر واحد منهم أن يسهر.
"أبيشاي" هو ابن صروية أخت داود من الأم وليست من الأب، إذ يبدو أن امرأة يسى كانت أولًا امرأة ناحاش ملك عمون (2 صم 17: 25) ولدت له صروية وأبيجايل ثم أخذها يسى فولدت له داود وإخوته. أما كلمة "أبيشاي" فتعني "الأب عطية" أو "أب أو مصدر العطية".
قال أبيشاي لخاله داود: "قد حبس الله اليوم عدوك في يدك؛ فدعني الآن أضربه بالرمح إلى الأرض دفعه لا أثنى عليه" [8]. لقد حسب أبيشاي أن النعاس الذي حل بشاول ورجاله ليس مصادفة ولا عن حاجة جسدية طبيعية وإنما هو بسماح إلهي لكي يحبس الرب شاول في يده ليقتله. أما داود فأبى أن يمد يده على مسيح الرب الكاسر العهد المملوء حسدًا وبغضًا الطالب سفك دمه. لقد منع أبيشاي من أن يمد يده أيضًا عليه قائلًا له: "حيّ هو الرب، إن الرب سوف يضربه أو يأتي يومه فيموت أو ينزل إلى الحرب ويهلك.
حاشا لي من قبل الرب أن أمد يدي إلى مسيح الرب
والآن فخذ الرمح الذي عند رأسه وكوز الماء وهلم" [11].
نجح داود النبي في مقابلة عداوة شاول المتكررة باللطف، وقد مات شاول قتيلًا بيد غير يد داود، وتمتع داود بالنفس المتسعة بالحب ليكون مثالًا حيًا للحب.
يقول القديس غريغوريوس: [يعلمنا الكتاب أن نوحًا كان بارًا، وإبراهيم مؤمنًا، وموسى وديعًا، ودانيال حكيمًا، ويوسف طاهرًا، وأيوب بلا لوم، وداود صاحب النفس الكبيرة].
لقد نجح داود في ألا يغضب على شاول بل على الشيطان عدو الخير المثير للفتن.
وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [وقع شاول تحت قبضة داود، لكن داود لم يتحرك بالغضب. لم يرمه بالرمح إذ صار العدو بين يديه إنما انتقم من الشيطان ].
يقول القديس مار أفرام السرياني: [ليت الإنسان يظهر رحمة لمضطهدية كما فعل ابن يسى مع شاول].
يرى القديس أمبروسيوس أن داود ضحى بأمانة إذ ترك عدوه الشرس حيًا ولم يمد يده عليه، ففي عينيه البر أفضل من الأمان الزمني. [على أي الأحوال لم يُعطِ لأمانه أولوية على بره؛ فعندما أُعطيت له فرصة أخرى لقتل الملك لم يستخدمها لتحقيق نوعٍ من الأمان عوض الخوف ولتحقيق التمتع بالمُلك عوض نفيه].
يتحدث القديس جيرومعن إصرار شاول على تعقب داود للخلاص منه وإصرار داود على الاحتمال بطول أناة، قائلًا: ["هل يغير الكوشي جلده أو النمر رقطه؟!" (إر 13: 23)... هذا ما يقوله داود (أيضًا في المزمور السابع) فكما أن الكوشي لا يقدر أن يغير جلده هكذا لم يستطع شاول أن يغير شخصيته. لقد سقط بين يديّ مرتين، وكان في استطاعتي أن أقتله. كان يمكنني أن أسفك دمه. لقد أردت أن أغلبه باللطف، لكن إرادته الشريرة بقيت غير منهزمة. كما لا يقدر الكوشي أن يغير جلده هكذا لا يستطيع شاول أن يغير خبثه. أخيرًا، ماذا يقول داود؟ "يا رب إلهي إن كنت قد فعلت هذا (أخطأت)" (مز 7: 4)، أي إن كنت قد صنعت أي شر ضد شاول، إن وُجد ظلم في يدي، إن كافأت صديقي شرًا (مز 7: 4). لاحظ ماذا يقول؟ لقد كافأت الشر خيرًا بينما ردّ شاول الخير شرًا].
انفتح قلب داود واتسع ليحتمل عداوة شاول بطول أناة فكان الرب يسنده، إذ قيل: "فأخذ داود الرمح وكوز الماء من عند رأس شاول وذهبا ولم يرَ ولا علم ولا انتبه أحد لأنهم جميعًا كانوا نيامًا لأن سبات الرب وقع عليهم" [12].
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
صموئيل النبي | ظن بعض الدارسين أن صموئيل وداود سخرا من شاول
صموئيل النبي | صموئيل ينوح على شاول
صموئيل النبي | أمر الله صموئيل أن يخبر شاول ليحارب عماليق
صموئيل النبي | تمتع شاول بحديث سري مع صموئيل
صموئيل النبي | لقاء شاول مع صموئيل


الساعة الآن 11:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024