أرسل يسوع الاثني عَشَر في الإرسالية الأولى إلى منطقة الشمال، إذ لاحظ فيها قلة العملة وكثرة الحَصَاد (متى 9: 1-7)؛ وفي هذا الصدد يقول المجمع الفاتيكاني " بعد أن صلَّى الربُّ يسوع لأبيه طويلاً، دعا الذين أرادهم هو، وأقام منهم اثني عَشَر ليكونوا معه ويُرسلهم يبشرون بمَلَكوت الله (متى 10: 1 -42). لقد جعلهم رسله (لوقا 6: 13)، لقد أرسلهم أولاً إلى أبناء إسرائيل ومن ثم إلى كل الأمم (رومة 1: 16)، حتى يتلمذوا كل الشعوب، بالسلطان الذي أشركهم فيه، فيقدسوهم ويدبروهم (متى 28: 16 -20) (نور الأمم، 19).
أمَّا في الإرسالية الثانية، فانه أرسل أعدادًا مضاعفة من تلاميذه إلى المنطقة الجنوبية التي كان مزمعا أن يجتاز فيها (لوقا 10: 1-2). وعند ظهور المسيح للرسل بعد القيامة يرسلهم "اذهبوا…". فهم يذهبون إذاً ليبشروا بالإنجيل (مرقس 16: 15)، وليتلمذوا جميع الأمم (متى 28: 19)، وليقدّموا شهادتهم في كل مكان (أعمال الرُّسُل 1: 8). وبذلك تبلّغ إرسالية الابن فعلاً إلى جميع الناس، بفضل إرسالية رسله وتلاميذه وكنيسته.