رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أي فضلٍ تصنعونَ؟ «وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ فَأَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ » ( متى 5: 47 ) إن المبدأ الإنساني هو المعاملة بالمثل: رُّد الشر بمثله ( مت 5: 38 )، ورُّد الخير بالخير ( مت 5: 43 ). والمسيحي في هذا وفي ذاك مختلف عن البشر. نعم إنه مبدأ إنساني ويصلح لهذا العالم تمامًا، لكنه لا يصلح أبدًا لملكوت السماوات. في بداية حديث الرب عن بر تابعيه، ذكر أنهم ليسوا مثل الكتبة والفريسيين ( مت 5: 20 )، والآن ونحن في آخر أقواله عن هذا الموضوع، يذكر أنهم ليسوا مثل العشارين والوثنيين. وهذا معناه أن المسيحي الحق ليس مثل باقي البشر على الإطلاق، بل إذ أنه ابنٌ لله، فإنه يتشبَّه أدبيًا بالله أبيه. نعم، نحن لا نتمثل بالعالم الذي نعيش فيه، بل بالمسيح الذي يعيش فينا، ولا نستمد مبادئنا من العالم الذي يُحيطنا، بل بالآب الذي فوقنا «فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاَللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ» ( أف 5: 1 ). والمسيحي ليس فقط يعمل أكثر من الآخرين، ولا حتى يعمل ما لا يعمله الآخرون، بل إنه يعمل ما لا يقدر سوى الآب السماوي أن يفعله، وذلك لأننا صرنا شركاء الطبيعة الإلهية، ولأن الروح القدس يسكن فينا! أليس للمسيح الحق أن يطلب من تلاميذه أكثر مما يقدر الناس الأشرار أن يُقدّموا؟ إن تلاميذ المسيح يقولون إنهم يمتلكون أكثر من باقي البشر، وما لم يقترن هذا القول بما يؤيده عمليًا، وما لم يتبرهن بالأعمال، فإنه يصبح رياءً باطلاً، وهذا يهين المخلِّص، ويعثر النفوس، ويعطي فرصة للتجديف على الحق. لقد تمتع تلاميذ المسيح بمحبة أبدية، وفُدوا بدم ثمين، وسكن فيهم الروح القدس، فكيف لا يُقدّمون أكثر مما يُقدِّم غيرهم؟ نعم يمكن للمسيحي الحقيقي أن يعمل أكثر مما يعمل غيره، يقول الرسول بولس: «أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي» ( في 4: 13 ). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فِلس |