أرجوكم انتبهوا يا إخوتي، لأنه لا توجد خدمة تُقدَّم أمام الله في الأقداس العُليا بدون ذبيحة كفارة، فكيف للإنسان أن يقف – باستحقاق وعن جدارة – بكل ثقل ضعف طبيعته أمام الكامل المُطلق في القداسة ويُقبل ويُستمع لصلاته وتُستجاب طلباته، وكيف للمُظلم أن يقف أمام النور البهي الكلي النقاوة بشكل مبهر مجيد يفوق الوصف ويتعدى كل احتمال، حتى الملائكة لا تحتمل عظمة بهاء مجد نور وجهه الفائق، لأن طبيعته تفوق كل الحدود التي نعرفها، حتى انها تتخطى وتتعدى حدود معرفة كل القوات النورانية، لذلك نحن نتقدَّم بذبيحة إلهية بالدرجة الأولى، وهي مقبولة – بالضرورة – لأنها تحمل كمال الرضا الإلهي، لذلك ندخل مخادعنا ونقترب من الله الحي فقط حينما نرسم أنفسنا بعلامة الصليب كمؤمنين بالمسيح الرب حمل الله رافع خطية العالم، وهي علامة ذبيحة العهد والكفارة الدائمة والتي قُدمت مرة واحدة وصارت أكثر جداً من كفاية بما لا يُقاس.