زوادة اليوم:
سقوط قطار في نهرٍ
جاء سامي يشكو نفسه لدى أب إعترافه ممّا يعانيه من أفكارٍ شرّيرة، وقد بذل كلّ الجهد لمقاومتها ولم يستطع.
لاحظ أبونا أنّ سامي يركّز على جهاده الخاص، وقد بهت أمامه جانب الإيمان أو التطلّع إلى الصليب كقوّة اللَّه للخلاص.
لذا تحدّث معه عن قوّة الدم الثمين في تقديس الحياة كلّها بما فيها من أفكارٍ وكلماتٍ وأعمالٍ.
روى له القصّة التالية :
إندفع قطار قادم من كنسنجتون بنورث كارولينا في الولايات المتّحدة الأمريكيّة في النهر أثناء عبوره الجسر، وإذ تمّ التحقيق في هذا الأمر بين سائق القطار والمسؤول عن إشارة الجسر حدثت مفاجأة، إذ أصرّ الإثنان بشهادة شهود أنّ الخطأ ليس من جانبهما.
فما هو علّة سقوط القطار في نهر إليزابيث؟
قال السائق :
"لقد كان العلم الصادر عن صندوق الإشارة أبيضًا، ليعلن له أنّ الطريق مفتوح أمامه، لكنّه فوجئ أنّ جزءً من الجسر مفتوح.
حاول أن يستخدم "الفرامل" لكن لم يكن ممكنًا له ذلك، لأنّه فوجئ بذلك قبل فتحة الجسر بمسافة غير كافية.
لهذا إندفعت مقدّمة القطار وعربتان منه، وقد بذل عمّال المزارع كلّ الجهد لإنقاذ الغرقى، فأنقذوا خمسة وثلاثين شخصًا، ومات كثيرون من الركّاب.
فلماذا أُعطيت الإشارة للقطار بالعبور؟
أصرّ الشخص المسؤول أنّه قد أخرج العلم الأحمر من صندوق الإشارات ليقف القطار، وقد شهد بذلك الموظفون.
أصرّ سائق القطار الَّذي كانت إصابته خطيرة بأنّه رأى علمًا أبيضًا ممّا يؤكّد أنّ الطريق أمامه ممهّدًا للعبور.
طلب المحقّق أن يرى صندوق الإشارات بنفسه، وإذ كشف عليه وجد أنّ العلم الأحمر المستخدم لزمان طويل قد بُهت لونه جدًّا، حتّى يمكن لمن يراه من بعيد أبيض اللون ممّا أدّى إلى وقوع هذا الحادث الخطير.
علّق الكاهن على القصّة قائِلاً :
حينما يبهت الصليب في عينيّ المسيحي لا يستطيع القول:
"علمه فوقي محبة"
(نش 1 : 4 )
بالتطلّع الدائم نحو الصليب ندرك إمكانيّة تقديس الفكر بل وكلّ الحياة، فنقول:
"قد رُسم يسوع المسيح بينكم مصلوبًا"
(غلا 3 : 1 )