شَريعَة المُحرَقَة
هِيَ الْمُحْرَقَةُ تَكُونُ عَلَى الْمَوْقِدَةِ فَوْقَ الْمَذْبَحِ
كُلَّ اللَّيْلِ حَتَّى الصَّبَاحِ، وَنَارُ الْمَذْبَحِ تَتَّقِدُ عَلَيْهِ
( لاويين 6: 9 )
كان مُقدِّم الْمُحْرَقَة يقول في نفسه: لو أن الله قَبِلَ الذبيحة فقد قبلني، وإذا رفضها فهو قد رفضني أيضًا. إذا ما وجد الله سروره في الذبيحة التي أُحضِرت، فهو ولا ريب واجده فيَّ أنا أيضًا.
ويمكننا بكل بساطة أن نطبِّق هذا على حالتنا. أعني أن المسيح وعمله قد قبلهما الله بدلاً مني. هذه حقيقة. شكرًا لله. وإذا ما أتينا إليه مُعترفين بأننا خطاة ضالين، وأخذنا مكاننا الحقيقي أمامه، فسنجد أنفسنا مقبولين بالرغم من كل ما نحن عليه: رداءتنا، وعصياننا، وكراهيتنا وعداوتنا لله. وسنُقبَل على أساس ما هو المسيح بالنسبة لله، إذ قدَّم نفسه ذبيحة بمُطلق سلطانه، عندما «جَعَلَ الذي لم يعرف خطية، خطيةً لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه» ( 2كو 5: 21 ).
وشكرًا لله، لأن قيمة هذه الذبيحة أمام الله لم تتغيَّر. فقيمة هذه الذبيحة جديدة أمام الله اليوم كما يوم قُدِّمت، لأن «هذه شريعةُ المُحرَقة: هي المُحرَقة تكون على الموقدة فوق المذبح كل الليل حتى الصباح، ونار المذبح تتقد عليهِ». ففي دُجَى الليل، بينما إسرائيل يَغُط في النوم - وربما ردَّدت جدران خيامهم صوت أنينهم وتذمرهم مع الظلام الدامس هنا – كانت الرائحة الذكية تتصاعد من الذبيحة أمام الله. أَوَ لسنا الآن في ليل «قد تناهى الليل وتقارب النهار» ( رو 13: 12 )، وأي ليل؟ أَ ليس هو ليل غياب الرب يسوع، حتى ينبلج كوكب الصبح المُنير؟
وإنه أمرٌ مباركٌ أن نؤمن بذلك، خلال ظلام الليل الطويل، بينما خراب المسيحية الاسمية يمتد ويتزايد، ومعالم أطلالها تظهر وتتضح، وبينما الفشل يلاحق شعب الرب على كل وجه، فإن عبق الرائحة الذكية لذبيحة المسيح - التي صعدت إلى الله عندما قدَّم نفسه على الصليب - لا يزال في أنفه كأنها قُدِّمت للتو. ولكن هل نستطيع أن نطبِّقها علينا كأفراد؟ نعم. فإذا عرض وابتعدنا عن الرب في قلوبنا، وذهبنا إلى العالم وأموره البعيدة تمامًا عن الرب، فهل يتغيَّر قبولنا أمام الله؟ كلا، لأن رائحة المسيح العطرة متجددة أمام الله إلى الأبد، وفيها قد قُبلنا. ولكن هل تتغيَّر هذه الرائحة أو تتبدد؟ حاشا. ولذا فليس لقبول المؤمنين أن يتغيّر أبدًا.
فخلاصُنا يقينْ وسلامُنا متينْ
ومَقامُنا سَمَـا بالدِّمِ الزَّكي الثمينْ