رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مسحه ملكًا: "فأخذ صموئيل قنينة الدهن وصبَّ على رأسه، وقبّله وقال: أليس الآن الرب قد مسحك على ميراثه رئيسًا؟!" [1]. تضايق صموئيل النبي عندما طلب الشعب إقامة ملك لهم كسائر الأمم، لكن إذ قبل الرب طلبتهم خضع، بل وبعدها صب الدهن على رأسه قائلًا: "أليس الآن الرب قد مسحك على ميراثه رئيسًا؟!". لقد قبّله برضى في اتضاع معلمًا إيانا روح الخضوع، وكما يقول القديس بطرس الرسول "فاخضعوا لكل ترتيب بشري من أجل الرب. إن كان للملك فكمن هو فوق الكل، أو للولاة فكمُرسلين منه للانتقام من فاعلي الشر وللمدح لفاعلي الخير" (1 بط 2: 13-14). مسحه بقنينة الدهن، التي يمسح بها الكهنة والأنبياء والملوك، فيحسبون مسحاء الرب، بكونهم رمزًا للسيد المسيح، فهو وحده تجتمع فيه الثلاث وظائف معًا لأنه في العهد القديم كان الكهنة من سبط لاوي وحده والملوك من سبط يهوذا (داود ونسله)، فلا يتمتع أحد بالوظيفتين معًا. ما أجمل عبارة صموئيل النبي للملك الممسوح حديثًا: "لأن الرب قد مسحك على ميراثه رئيسًا". فإنه ما ناله شاول هو عطية إلهية نالها كنعمة مجانية وليس على استحقاق أو برّ ذاتي. أقامه وكيلًا على شعبه الذي دعاه ميراثه. حقًا إن الأرض كلها للرب، لكن شعبه هو ميراثه ونصيبه الذي يعتز به وينشغل به كما ينشغل الإنسان بميراثه الخاص. |
|