ونداء التوبة السابق لظهوره ما زال موجوداً ومستمراً، بل كان من الضروري يتوقف تماماً لأنه انتهى، ويبدأ نداء توبة كرازة من نوع آخر جديد تماماً، بل وكُلياً، ولكنها ليست توبة فقط، بل توبة يُلازمها الإيمان، فتوبة بدون إيمان هي توبة ناقصة لن تُفيد الإنسان شيئاً، بل قد تُعوَّقهُ عن أن يسير في الطريق الإلهي، لأن للأسف مفهوم التوبة عند الناس ناقص، لأنه يظن أنه يكفي أن يتوقف فقط عن أن يصنع خطية ويهرب منها، ويبدأ صراعه المرير معها الذي لا يتوقف قط، فيخور مرة ويقوم مرة، وينسى كلام الرب تماماً: (توبوا وآمنوا) بل يكتفي دائماً بنصف الآية الأول (توبوا).